اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   ..   ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

18‏/06‏/2011

كيف نخشع في صلاتنا


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن الخشوع هو حضور القلب وسكون الجوارح بأن يؤدي العبد صلاته ويتفهم معانيها ويذوق لذة العبادة ويشاهد الله ويناجيه في صلاته وتنزل عليه السكينة ويستحضر التذلل والخضوع والافتقار للخالق ويحصل التأثر والتفاعل مع عبادة الصلاة قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ). قال ابن عباس: (خائفون ساكنون). وقال قتادة: (الخشوع في القلب هو الخوف وغض البصر في الصلاة). وقال ابن رجب: (أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء لأنها تابعة له).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من قلب لا يخشع. وكان إذا صلى سمع له أزيز كأزيز المرجل. وكانت صلاته بالليل عجبا من شدة الخشوع والتأله. وقد كان السلف الصالح شديدي الحرص على الخشوع في صلاتهم يعظمون هذا الأمر ويتواصون به. قال مجاهد: (وكان الرجل من العلماء إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمن أن يمد بصره إلى شيء أو أن يحدث نفسه بشيء من شأن الدنيا). وقال مجاهد: (كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود وحدث أن أبا بكر قال كذلك). وكان مسلم بن يسار لا يلتفت في صلاته ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع لها أهل السوق فما التفت. وكان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصلاة وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة ، فقيل له في ذلك . فقال ويحكم! أتدرون على من أقوم ومن أريد أن أناجي.
ويكره للمرء أن يتظاهر بالخشوع وقلبه غافل معرض. قال أبو الدرداء قال : (استعيذوا بالله من خشوع النفاق قيل له : وما خشوع النفاق قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع). وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أحدا يطأطئ عنقه في الصلاة يضربه بالدرة ويقول له : (ويحك إنما الخشوع في القلب). وقال الفضيل بن عياض : (كان يُكره أن يُرى الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه). وهذه الآثار محمولة على التكلف لا التأثر بالخشوع الصادق.
ومن فضائل الخشوع أنه ييسر الصلاة ويهونها على العبد ويجعلها أنسه وسلوته ونعيمه في الدنيا ويجعلها بلسما على روحه لا يجد في أدائها أدنى مشقة تنقضي بسرعة من حيث لا يشعر. أما الغافل اللاهي فشاقة عليه يجد فيها ثقلا على نفسه ويتململ من طولها ولو كانت قصيرة. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ). ومن أعظم فضائله أن الأجر والثواب يثبت للعبد بحسب خشوعه وتعقله لصلاته لما روى أحمد: (إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها). وقال ابن عباس : (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها) .
وكثير منا اليوم يشتكي ذهاب الخشوع وانعدامه في كثير من الأحوال حتى أصبح الرجل يؤدي الصلاة بمجرد حركات رتيبة جافة من غير روح وأنس ولذة مع أن ظاهره الصلاح والسلامة وهذا والله حال نقص وعلة يتألم منها المؤمن ويشعر بالأسى والندم. وقد أخبر بذلك حذيفة رضي الله عنه : (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لاخير فيه ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا). والكلام هنا فيمن كان ذلك هو الغالب على حاله أما إذا كان الغالب حصول الخشوع ولكنه يتخلف ويذهل أحيانا قليلة لأمر عارض وسبب طارئ فهذا أمر سهل لا يكاد يسلم منه أحد.
وهناك موانع تمنع حصول الخشوع وتعيقه عن العبد وهي كثيرة ومن أهمها:
1. الغفلة والإعراض عن الذكر.
2. التفريط في أداء الفرائض.
3. المبالغة في الترف والجري وراء الدنيا.
4. التأخر في الحضور إلى الصلاة.
5. قلة العلم والفقه في أحكام العبادة.
6. قلة المعرفة عن الله.
وهناك أسباب ووسائل تجلب الخشوع وتحققه ومنها:
أولاً: تحقيق الإخلاص لله في أداء العبادة فإذا توجه القلب لله ولدار الآخرة وتخلص من حظوظ الدنيا واستحضر الثواب وتيقن ذلك خشع القلب.
ثانياً: تمام المعرفة بأفعال الله وأسمائه وصفاته فإذا تعرف العبد على الله وقره وخضع قلبه له وأدرك عظمة الله وجلاله وجماله سبحانه.
ثالثاً: التفقه في معاني أذكار الصلاة من قرآن وتكبيرات وتسبيحات فإذا أدرك العبد معاني الثناء والمدح والدعاء والتعظيم والتنزيه كان لذلك أثراً عظيماً على نفسه وتحرك قلبه لهذه المعاني الشرعية.
رابعاً: الإقبال على الطاعة والإكثار من الأذكار والمحافظة على الأوراد اليومية فإن العبد إذا واظب على ذلك رق قلبه وذلت نفسه وأصبح قلبه محلاً صالحاً ينتفع بسماع الذكر.
خامساً: التذلل بين يدي الله قصدا وموقفا بانكسار القلب وسكون الجوارح وخفض النظر وقبض اليدين. فإن التذلل علامة الافتقار لرحمة الله وعطائه وبه تستنزل السكينة لأن كرم الله وجوده أليق بالسائل الذليل وقد سئل الإمام أحمد تعالى عن المراد بوضع اليدين إحداهما على الأخرى حال القيام فقال : (هو ذلّ بين يدي العزيز).
سادساً: تفريغ القلب والبدن من كل ما يشغلهما عن الخشوع من أمور الدنيا كالتجارة وغير ذلك فإذا أقبل الإنسان على الصلاة وقد فرغ نفسه من جميع الأشغال استقبل العبادة بقلب حاضر وبال واع فحصل له التأثر والخشوع. أما إذا أقبل مشغول القلب أو البدن بشيء من الدنيا كان قلبه محجوزاً عن الخشوع. قال أبو الدرداء: (من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ).
سابعاً: الفراغ من حاجات النفس ورغباتها الخاصة التي تعلقت بها من أكل وشرب ووطر وقضاء حاجة ونحوها وعدم الإقبال على العبادة إلا إذا فرغ منها لأن الإنسان إذا دخل في العبادة وقلبه متعلق بشيء خارج عنها لم يعقل صلاته ولم يدرك الخشوع ولذلك ورد في صحيح مسلم: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان). وورد في الصحيحين: (إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم). وكان عبدا لله بن عمر رضي الله عنه من فقهه إذا قدم العشاء جلس فأكل والصلاة قائمة.
ثامناً: السعي إلى المسجد لأداء الصلاة بسكينة ووقار كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بقوله: (إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا). متفق عليه. فإن السعي بسكينة ووقار له أثر عظيم في الدخول للعبادة بصدر منشرح وتفكر وتأمل أما إذا سعى الإنسان مسرعاً للعبادة دخل فيها بنفس متردد وخاطر مشوش بتعذر معه الخشوع غالباً.
تاسعاً: التبكير في الحضور للمسجد عند سماع الأذان أو قبله كما ورد في الصحيحين: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلى أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه). فإذا بكر المسلم للمسجد قبل الفريضة وانتظر الصلاة كانت نفسه مهيأة لسماع القرآن والانتفاع بالصلاة والتأثر بها مع إدراكه الفضيلة. أما إذا حضر وقت تكبيرة الإحرام أو بعد فوات الركعة لم تكن نفسه مهيأة للخشوع وأنصرف همه لإدراك الجماعة وشعر بالندم والتفريط.
عاشراً: الاشتغال بالنافلة من تحية المسجد وتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم بتدبر والسنن الرواتب والاستغفار فإن هذه الأعمال تصفي القلب وتهذب الروح وتهيئها لفعل الصلاة وإدراكها. قال الله في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه). رواه البخاري.
الحادي عشر: تجنب الصلاة في الأحوال المؤذية من شدة حر وشدة برد ومطر ووحل وخوف وغضب ونحو ذلك مما يفسد الصلاة ويذهب الخشوع فإن الإنسان إذا دخل في الصلاة منزعج الخاطر حال المشقة تشتت همه وانصرف عنه الخشوع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم). رواه البخاري. ولذلك كره الفقهاء الصلاة في مكان شديد الحر أو شديد البرد.
الثاني عشر: يتجنب الاشتغال بالحركات التي لا حاجة إليها ولا طائل وراءها وترك العبث بالثوب أو الشعر أو اللحية أو الساعة أو مكان السجود وعدم الالتفات لأن هذه الحركات تشوش الذهن وتشتت الهم وتصرف القلب عن الخشوع. ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التخصر في الصلاة. ونهى عن الالتفات في الصلاة بقوله.: (إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت). رواه مسلم. وقال عنه: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى). رواه أحمد. ولما رأى سعيد بن المسيب رجلا يعبث في صلاته فقال: (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه).
الثالث عشر: الحرص على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في هديه في الصلاة وفعل السنن والهيئات المشروعة من حسن القيام وقبض اليدين على الصدر والنظر في موضع السجود ورفع اليدين في المواضع التي يشرع فيها الرفع والتمكن من الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين وتحريك الأصابع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي). رواه البخاري. فإن إتباع السنة له أثر عظيم في فهم الصلاة وعقل معانيها وحصول الخشوع فيها.
الرابع عشر: الطمأنينة في أداء الصلاة وفعلها بتؤدة وتأني وعدم الإسراع في الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين. فإن الطمأنينة في الصلاة من أعظم الأسباب التي تعين على الخشوع والتأثر والعجلة فيها مفسدة لذلك. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته : (ارجع فصل فإنك لم تصل). متفق عليه.
الخامس عشر: التأمل والتأثر والتدبر في الآيات والأذكار في الصلاة وتآلف ذلك والاعتناء به. قال تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً). فإذا كبر الإنسان تكبيرة الإحرام استشعر عظمة الله وأنه أكبر من كل شيء وإذا قرأ الفاتحة استحضر مناجاة الله ومخاطبته وأنه مستحق لجميع المحامد وأنه ذو الرحمة التامة الشاملة وأنه المنجي في الدنيا والآخرة وأن ملكه أحاط بكل شيء وأنه المستحق للعبادة ولا تكون العبادة إلا بمعونة منه وأن الهداية والتوفيق منه لا من غيره وهكذا إذا ركع وسبح الله استحضر عظمة الله وتنزيهه من كل سوء ونقص وإذا رفع من الركوع تفكر في الثناء والتمجيد لله وإذا سجد استحضر علو الله وشرفه وافتقاره إليه وتذلله لله وهكذا في باقي أحوال الصلاة وأذكارها وكلما تفكر العبد وتدبر فتح الله عليه من المعاني اللطيفة والمآخذ الدقيقة وهو باب عظيم القدر واسع لا تحيطه الكلمات ولا تحده الجمل والناس يتفاوتون في هذا تفاوتاً عظيماً.
السادس عشر: البعد عن الملهيات والمشغلات حال الصلاة في النظر إلى الصور والزخارف والنساء وتجنب الصلاة في أماكن الزحام التي تعلو فيه الأصوات وتكثر فيه الحركة كالأسواق والملاعب فإن ذلك يشغل القلب ويصرفه عن الخشوع ولذلك ثبت في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: (كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي أميطي عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي). قال المهلب : (وإنما أمر باجتناب مثل هذا لإحضار الخشوع في الصلاة وقطع دواعي الشغل). وفي البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم (صلى في خميصة بها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: أذهب بخميصتي هذه إلى أبى جهم وائتوني بأنبجاتية أبى جهم فإنها ألهتني آنفا في صلاتي). وقد نص أحمد على كراهة أن يكون في القبلة شيء معلق من مصحف أو غيره . ونص الفقهاء على كراهة زخرفة المساجد وتزويقها لأنها تشغل المصلي وتذهب الخشوع وقد ورد في ذلك آثار عن السلف.
السابع عشر: مجاهدة النفس حال الصلاة في تحضير القلب والتعقل في المعاني والتأثر والتفاعل بأحوال الصلاة المتنوعة والمصابرة في هذا المقام العظيم وعدم الاقتصار على فعل الحركات الظاهرة فإن من داوم على المجاهدة وبذل وسعه على ذلك فتح عليه قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا). وقال أحد السلف: (جاهدت نفسي على الخشوع عشرين سنة فتمتعت بالصلاة عشرين أخرى).
الثامن عشر: ومن أعظم الأسباب المعنوية التي تجلب الخشوع في الصلاة ولذة العبادة الورع عن المكاسب المحرمة وتحري الرزق الحلال. فإن الرزق الطيب يرقق القلب ويبارك في العمل ويجعله مقبولا عند الله والكسب الخبيث يورث ظلمة في القلب ويمحق بركة العمل ويحرم العبد من اللذة والخشوع وهذا من باب العقوبة العاجلة للعبد.
هذا وإن الشيطان لعنه الله حريص أشد الحرص على إفساد عبادة المؤمن وإنقاص ثوابها بشتى الوسائل والطرق والأساليب الخفية فإن أقيمت الصلاة أدبر وابتعد عن المؤمن ثم إذا كبر العبد للصلاة أقبل عليه يفتنه في صلاته ويوسوس في قلبه ويحول دون عقله وفهم الصلاة تارة بتذكيره بالشهوات والملذات وتارة بتذكيره بحاله ودنياه وتارة يجعله يفكر في المصائب والعوائق التي اعترضت طريقه في الحياة وتارة يدخل الشك عليه في كم صلى من الركعات وتارة يجعله في حيرة من طهارته كما ورد في الصحيحين أن الشيطان يقول له : (اذكر كذا لم لم يكن يذكر من قبل حتى يضل الرجل ما يدري كم صلى). وهكذا كلما أغلق العبد باباً من الفتنة فتح عليه باباً آخر والمشروع للمؤمن حينئذٍ أن يستعيذ من الشيطان وينفث ثلاث مرات عن يساره ويقطع هذه الوساوس ولا يسترسل معها ويحاول جاهداً في إدراك أقوال الصلاة وأفعالها.
وإن أعظم ما يحول بين المؤمن وبين الخشوع في الصلاة أمران خطيران هما:
الأول: حب الدنيا والتعلق والفتنة بها بحيث يصبح قلب المؤمن مشغولاً ومغرماً بها مهموماً في جمعها وتحصيلها مغروراً بالتكاثر فيها فإذا دخل في الصلاة انصرف قلبه وعقله إلى التفكير والتشاغل بأمور الدنيا وافتتاح المشاريع ومتابعتها وحل مشاكلها إلى أن تمضي الصلاة بأكملها وهو لا يشعر بشيء والعياذ بالله.
الثاني: قسوة القلب وكثرة الذنوب فإن العبد إذا ابتلي بالمداومة على الذنوب وأدمن قلبه الشهوات قسا قلبه وصار في معزل وحاجز عن الانتفاع بمعاني القرآن وأذكار الصلاة. فإذا دخل في الصلاة لم يعقلها ولم يخشع بها لأن قلبه غير صالح ومهيأ لورود الحق والخير قد حجبته نار الشهوات وظلمة المعاصي والعياذ بالله. والمؤمن إذا أسرف على نفسه بالمعاصي عوقب بحرمانه من الخشوع في الصلاة وغيرها.
وينبغي على المؤمن إذا خلت صلاته من الخشوع والتفاعل والتأثر أن يحزن ويأسف ويندم على حصول التفريط منه وملازمته لحال الغفلة أشد من ندمه على فوات الدنيا ويسعى في إصلاح حاله ويوقظ ذلك فيه شعور التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ومحاسبة النفس ومجاهدتها على الخشوع والسكينة.
http://www.rasoulallah.net/v2/document.aspx?lang=ar&doc=9868

ليست هناك تعليقات: