اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   ..   ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

26‏/05‏/2012

المحرومون للشيخ إبراهيم الدويش


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده و رسوله وصلى الله عليه و على آله وصحبه أجمعين أما بعد
أيها الأحبة في الله ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ينعقد هذا المجلس في مهبط الوحي مكة المكرمة وهذه ليلة الأحد أو ليلة السبت الموافق الحادي عشر من الشهر السادس للعام السادس عشر بعد الأربعمائة والألف وفي جامع فقيهه في العزيزية وموضوع هذا اللقاء بعنوان المحرومون.
وعفواً أيها الأحبة واعتذار أيضاً للأخوات فلا نجزع من كلمة محروم بالرغم من قساوتها فالكثير منا يشعر بالحرمان و ينال الإنسان من الحرمان بقدر بعده عن طاعة الله وسأوجه بخطابي للمحرومين وسأنادي المحرومين كثيراً فلا نجزع فقد يكون المحروم أنا وقد تكون أنت وقد يكون فلان أو فلانة و قد نكون جميعاً فالحرمان يتفاوت من شخص إلى آخر ويختلف باختلاف الأحوال و الأشخاص فقد تحرم الراحة و السعادة وقد تحرم لذة السجود و الركوع وقد تحرم قراءة القرآن وتدبر آياته وقد تحرم كثرة الذكر و الاستغفار وقد تحرم لذة الخشوع والبكاء من خشية الله وقد تحرم بر الوالدين والإنس بهما وقد تحرم لذة الأخوة في الله وقد تحرم السعادة الزوجية وقد تحرم أكل الحلال و لذته وقد تحرم التوبة والندم على ما فات وقد تحرم حسن الخاتمة فيا أخي الحبيب ، ويا أختي الغالية قد نحرم هذه الأمور كلها وقد نحرم الكثير منها وقد نحرم القليل و السعيد من جمعها ووفق إليها و قليل ما هم فأن كنت منهم فأذكر نعمة الله عليك وأشكره و اعلم أن من تمام شكره النصح و التوجيه للمسلمين فلا تحرم نفسك أجر التبليغ فالدال على الخير كفاعله أذن ، فقد يصيبك من الحرمان ولو القليل فاحتمل خطابي و احتمل مناداتي لك بيأيها المحروم فإني قصدت بها الشفقة و الرحمة و الحب و النصح وأعوذ بالله أن أكون من الشامتين فأنا أول المحرومين .
أسأل الله عز وجل أن يحيينا حياة طيبة وان يتوب علينا توبة صادقة كثيراً مما ظاهرهم الصلاح محرومون فهم لم يذوقوا حلاوة الإيمان و لا حقيقة الهداية والاستقامة فليست الاستقامة أشكال ومظاهر بل هي أعمال وسرائر وأنتم أيضاً يا أصحاب المناصب وأهل المال و التجارة ويا كل مهندس وطبيب وكاتب أقول لكم جميعاً أحسنتم يوم سهرتم و عملتم و نجحتم ولا شك أنكم جميعاً من صناع الحياة ومن أصحاب الأيادي البيضاء لكن ما هو رصيدكم من السعادة و الراحة و انشراح الصدر ما حقيقة الصلة بينكم وبين الله ما هو نصيبكم من حلاوة الإيمان و لذة السجود .
والمناجاة ولذة الدمعة من خشية الله عز وجل، أذن فقد يكون لكم نصيباً من الحرمان فاسمعوا يرعاكم الله هذه الكلمات وإذا كان هذا هو واقع بعض الصالحين والجادين العاملين فكيف بجال الغافلين اللاهين .
فمن الناس من كسب الدنيا و الآخرة نسأل الله عز وجل أن نكون منهم ومنهم من كسب الدنيا وضيع الآخرة ومنهم من ضيع الدنيا و الآخرة وهؤلاء هم المحرومون حقاً يحدثني أحدهم أنه لم يركع لله ركعة ولم يشعر بلذة الصيام يوم من الأيام وأنه لا يعرف عن رمضان سوى السهر والمعاكسات والنوم بالنهار ويهمس لي آخر عن أحواله وأحوال أصحابه وجلساتهم في الليل و ما يدور فيه من الخنا والفساد والضياع وقال آخر أنه يجلس الساعات بل الليالي يتنقل من قناة إلى قناة لفضاء الفراغ و قتل الوقت كما يقول ، يقول عن نفسه و الحق أنني أبحث عن الشهوة و تلبية رغبات النفس الأمارة فإذا انتهيت شعرت بندمٍ وضيقٍ وهمٍ لا يعلمه إلا الله ولا أدري إلى متى سأظل على هذا الحال من قتل العمر وتضييع الأيام ، يقول أضعت نفسي ورجولتي وإيماني ووظيفتي وباختصار إنني أعيش في دوامة التعاسة و الشقاء وإن كنت في الظاهر في سعادة و هناء إلى آخر ما قال قلت في نفسي صدق الله يوم أن قال : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ) ويصارحني آخر ودمعته تسيل على خده فيقول : أنكم مسؤولين عنا أمام الله أدركوا الشباب ..... مخدرات أفلام معاكسات ، سهر و غناء ، ولواط ، وزنا ، ثم يجهش بالبكاء هذه حالة و الله العظيم ثم يجهش بالبكاء و يضع و جهه بين يديه وهو يقول لقد فكرت بالإنتحار عدد من المرات و كتب إلى أحدهم رسالة طويلة قال في مقدمتها قضية الشباب قضية كبيرة و مهملة وللأسف مهملة من الجميع إلا ما شاء الله فلا أدري من أين أبدأ في مشاكلهم المعاصرة ؟ و هل أبدأ بتقضيتهم أوقاتهم أم أموالهم ، أو لأنفسهم أو إلى أمتهم ثم عدد بعض أسرارا الشباب إلى أن قال هذا فيض من غيض مما يدور في أواسط الشباب من الفساد و الإفساد فضلاً عن حلق اللحى وسماع الغناء وإسبال الثياب و تبادل الأشرطة و الأفلام المدمرة وشرب الدخان ولعب الورق و تبادل أرقام الهواتف وسباب ولعان وغيبة ونميمة و كذب ناهيك عن ترك الصلاة وأني بمقامي هذا - والكلام ما زال له - بعد إذ نجاني الله من شبكة أعداء الإسلام التي ينصبونها لأبناء هذه الأمة وليس الخبر كالمعاينة أقول هذا واقع الشباب فاذهبوا و شاهدوا العجائب إلى آخر رسالته و حدثتني بعض الأخوات فتبين لي العجب من الضياع و الحرمان الذي تعيشه بعض بنات المسلمين و للأسف تقول إحداهن : قد كانت غافلة عابثة بالهاتف أنا أعيش في محنة كبيرة شديدة لا يعلمها إلا الله فأنام وأصحو وأنا أبكي وقلبي يكاد يتقطع أحس أن الدنيا ضيقة أبكي في كل وقت وأخاف أن يكون هذا الإحساس بضيق الدنيا قنوط أو يأس من رحمة الله وأنا لا أريد ذلك تقول فأنا أريد أن أحقق صدق توبتي بالصبر والثقة بالله والتوكل عليه والاستعانة به وبالثقة بأنه سينجيني من تلك المعصية و يغفر لي و يعوضني خيراً وحتى لحظة كتابتي هذه الكلمات أبكي من شدة ما أجد من ألمٍ وتعبٍ وضيق لأن كل شيء يذكرني بالماضي و لا أجد الراحة و الإطمئنان إلا في الصلاة و الدعاء وتلاوة القرآن وهذه من الصعوبات التي تواجهني في هذه الفترة و أساله تعالى أن يغفر ذنوبي فقد فرطت في جنب الله وتهاونت في المعصية إلى أن قالت كنت أقول في نفسي أمعقول أن يوجد من يتوب و يرجع إلى الله بسبب محاضرة واحدة أو شريط واحد أو موقف بسيط فالحمد لله . وأساله ألا يزيغ قلبي بعد إذا هداني وقد هداها الله بسبب حضورها لمحاضرة لإحدى الأخوات في كليتها إلا أخر قصتها من رسالة لطيفة بعنوان دموع ساخنة من فتاة عائدة فاهدي هذا الموضوع ( المحرومون ) اهديه إلى المحرمين من نعمة الإيمان الفاقدين حلاوته وأنسه وطعمه .
أهديه إلى المحرومين من لذة الدمعة والدعاء خشية و خوفاً من الله أهديه إلى لذة المحرومين من السجود و مناجاة علام الغيوب إلى المحرومين من لذة قراءة القرآن وتدبر آياته و تذوق معانيه إلى المحرومين من لذة الأخوة و الحب في الله ، إلى المحرومين من بركة الرزق وأكل نعمة الحلال إلى المحرومين من بركة العمر وضياعه بالشهوات والملذات .
إلى المحرومين من انشراح الصدر وطمأنينته وسعادته ، إلى المحرومين من بر الوالدين و الأنس بهما و الجلوس إليهما و جماع ذلك كله أقول أهدي هذا الموضوع إلى المحرومين من الاستقامة و الطاعة و الالتزام إلى أولئك الذين أصابهم الوساوس و الشكوك و استبد بهم الأسى واجتاحهم القلق والظلام و نزلت بهم الهموم و الغموم ، إلى الذين حرموا زاد الإيمان ونور الإسلام إلى البائسين ولو عاشوا في الرغد و النعيم .
إلى الذين حرموا نعمة الإيمان لقد فقدتم كل شيء وان وجدتم المال و الجاه . ، إلى الذين حرموا لذة الإطمئنان وبرد الراحة لقد فقدتم كل شيءٍ وإن ملكتم الدنيا بأسرها .
إلى الذين حرموا السعادة و الإنس وأضاعوا الطريق .
إلى أولئك جميعاً ، أقول أسالوا التائبين يوم ذاقوا طعم الإيمان يوم اعترفوا بالحقيقة و الله ثم و الله ما رأيت تائباً إلا وقالها ولا نادماً إلا وأعلنها صرخات متوجع وزفرات مذنب وآهات نادم اختصروها بكلمات وقالوا نشعر بالسعادة لحظات وقت الشهوة فقط وعند الوقوع بالمعصية و اللذة وبعدها قلق وحيرة وفزع واضطراب و ضياع وظلام وشكوك وظنون وبكاءً وشكوى عقد وأمراض نفسية وصدق الله عز وجل يوم قال : ( فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى ) إذن فهو في أمان من الضلال و الشقاء ؟؟ من بالهداية وبالاستقامة باتباع هوى الله و الشقاء ثمرة الضلال ولو كان صاحبه غارقاً في متاعه في متاع الدنيا بأسرها فما من متاعٍ حرام إلا وله غصة تعقبه و ضيق يتبعه ولذلك قال الله عز وجل بعد هذه الآية مباشرة: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) قال ابن كثير ( أي في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرجاً لضلاله وان تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة) انتهى كلامه رحمه الله .
فإلى المحرومين لماذا اعرضتم عن ذكر الله ؟
لماذا حرمتم أنفسكم سماع المواعظ ومجالس الذكر تدعون فلا تأتون و تنصحون فلا تسمعون تغفلون أو تتغافلون بل ربما تسخرون وتستهزئون ولكن اسمعوا النتيجة اسمع إلى النهاية المرة اسمعي إلى النهاية التي لا بد منها قال الحق عز وجل : ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) هذا في الدنيا وأما في الاخرة ( ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) فنسيتها أعرض عنها أغفلتها تناسيتها أذن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان وكذلك اليوم تنسى اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومكم هذا فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) .
أيها المحرومين لماذا نسيتم لقاء ربكم لماذا هذا الأعراض العجيب أنكم حرمتم أنفسكم فحرمتم السعادة والراحة والاستقرار النفسي ، لماذا نسيتم و تناسيتم ما قدمت أيديكم ، لماذا غفلتم ولماذا غفلنا عن المعاصي و الذنوب .
أسمع لقول الحق عز وجل : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه ) .
أين النفس اللوامة ؟ أين استشعار الذنب أين فطرة الخير أين القلب اللين الرقيق أين الدمعة الحارة .


اسمعوا واعوا ( إنا أنذرناكم عذاباً قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ).
يقسم بعض التائبين كما أسلفت أنه ما ركع لله ركعةً وما سجد لله سجدةً ، فأي حرمان بعد هذا الحرمان
عفوك اللهم عنا خير شيئاً نتمنى ربي
إنا قد جهلنا بالذي قد كان منا وخطيئاتنا وخطمنا ولهونا وإساءتنا أن يكن ربي خطانا ما أسأني بك ظناً فأنت اعظم بالحسنى وان عامناً ومني .
أيها المحرومين لا راحة للقلب ولا استقرار إلا في رحاب الله إلا في الهداية إلا في الاستقامة والالتزام بأوامر الله ويتصور بعض المحرومين والمحرومات أن الراحة والسعادة في المال والمنصب و السفر إلى الخارج .
ذكرت جريدة الشرق الأوسط 21/4/1415 نقلاً عن مذكرات زوجة الرئيس السابق جورج بوش قالت : إنها حاولت الانتحار أكثر من مرة وقادت السيارة إلى الهاوية تطلب الموت وحاولت أن تختنق للتخلص من همومها و غمومها .
ويذكر التاريخ لنا أن علي بن المأمون العباسي ابن الخليفة كان يسكن قصر فخماً وعنده الدنيا مبذولة وميسرة فأطل ذات يوم من شرفة القصر فرى عاملاً يكدح طيلة النهار فإذا أضحى النهار توضأ وصلى ركعتين على شاطئ دجله فإذا اقترب الغروب ذهب إلى أهله فدعاه يوماً من الأيام فسأله فأخبره أن له زوجة وأختين وأماً يكدح لهن وأنه لا قوت له ولا دخل إلا ما يكتسبه من السوق وأنه يصوم كل يوم و يفطر مع الغروب ما يحصل قال ابن الخليفة فهل تشكو من شيء ؟ قال العامل : لا والحمد لله رب العالمين فترك ابن الخليفة القصر و ترك الإمارة وهام على وجهه ووجد ميتاً بعد سنوات عديدة ، وكان يعمل بالخشب جهة خرسان فيا سبحان الله من الأمارة إلى النجارة لأنه وجد السعادة في عمل ذا ولم يجدها في القصر .


إن من المحرومين من قال الله عنهم : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ، فأي حرمان بعد إضاعة الصلاة أقسم لي شاب أنه لم يسجد لله سجدة إلا مجاملة أو حياءً .
فأقول أيها المحروم أنه الكفر و الضلال (أن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) كما عند الترمذي و النسائي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
(إن بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة ) أخرجه مسلم في صحيحه .
مسكين أنت أيها المحروم يوم أن قطعت الصلة بينك و بين الله إنها مفتاح الكنز الذي يفيض سعادة و طمأنينة .
أنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود أنها زاد الطريق ومدد الروح و جلاء القلوب إن ركعتين بوضوء وخشوع وخضوع كفيلتان أن تنهي هذا الهم و الغم و الكدر و الإحباط .
إن من أسباب سعادة المؤمنين ما أخبر الله عنه بقوله : ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) .
وقوله : ( أمن هو قانت أناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة يرجو رحمة ربه)
من أجمل لحظات الدنيا وأسعدها يوم أن يسجد العبد لمولاه يدعوه ويناجيه يخافه ويخشاه قياماً وسجود وبكاءً وخشوع فيتنور القلب و ينشرح الصدر وتشرق الوجوه قال عز وجل ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) .
أما المحروم فظلام القلب وسواد الوجه وقلق في النفس هذا في الدنيا وفي الآخرة يقول الله تعالى عنهم ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) .
حرموا من السجود في الاخرة لأنهم كان يدعى لهم في الدنيا فيتغافلون ويتكبرون ويسخرون أي فلاحاً وأي رجاء واي عيش لمن قطع صلته بالله .أو قطع بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غنى له عنه طرفة عين فلا تعلم نفساً في هذا الانقطاع من انواع الألم وهذا العذاب مسكين أيها المرحوم كيف تريد التوفيق و الفلاح والسعادة و النجاح وانت لا تصلي وقد قطعت الصلة بينك و بين الله اسمع لقول الله عز وجل ( واستعينوا بالصبر و الصلاة وانها لكبيرة إلا على الخاشعين ) واسمع لقول الحق عز وجل ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) سجود المحراب واستغفار الأسحار ودموع المناجاة سيماء يحتكرها المؤمنون ولئن توهم المحروم جنان الدنيا والنساء و القصر الفسيح .
فإن جنة المؤمن في محرابه ، إن المحرومين من ذكر بالصلاة سخروا واستهزءوا وفي هؤلاء يقول الحق عز وجل ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوماً لا يعقلون ) ويقول ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) أي في الدنيا ( وإذا مروا بهم يتغامزون ) ولكن السعيد من يضحك في النهاية ولذلك قال الله ( فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون ) إن المتهاون بالصلاة حرم خيراً كثيراً فقد قال صلى الله عليه وسلم من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له برهاناً ولا نوراً ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وفرعون وأبيّ بن خلف والحديث أخرجه أحمد و الدارمي وقال الهيثمي في المجمع رواه أحمد و الطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات وقال المنذري إسناده جيد قلت فيه رجلاً لم يثقه إلا ابن حبان فأيها المحروم حرمت نفسك أجمل اللحظات في الدنيا لحظات السجود وتمريغ الجبين للرب المعبود حرمت نفسك أجمل اللذات لذة المناجاة لذة التذلل والخضوع أنك تملك اغلى شيئاً في هذا الوجود تملك كنزاً من كنوز الدنيا الصلوات الخمس الثلث الأخير من الليل ساعات الاستجابة إسال المصلين الصادقين إسألهم ماذا وجودوا أمامهم لا تتردد فسيجيبونك بنفوس مطمئنة .


وبنفوس راضية بنفوس ذاقت حلاوة الدنيا سيقولون أكثر الناس هموماً وكدراً المتهاونون المضيعون للصلاة ولكن أبشر أيها الأخ الحبيب فإن الله عز وجل يقول : ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً )
المحرومون من التوبة التائب اعتق نفسه من أسر الهوى و اطلق قلبه من سجن المعصية ، التائب يجد للطاعة حلاوة وللعباد راحة وللإيمان طعم وللإقبال لذة التائب يجد في قلبه حرقة وفي وجهه أسى وفي دمعه مرارة التائب منكسر القلب غزير الدمعة رقيق المشاعر ، التائب صادق العبارة فهو بين خوف وأمن وقلق وسكينة :
اليوم ميلاد جديدوما مضى ……موت بليت به بليلاً داجي
أنا قد سريت إلى الهداية عارجاً ……يا حسن ذا الأسراء و المعارج
أيها المحروم تب إلى الله ذق طعم التوبة ذق حلاوة الدمعة أعتصر القلب و تألم لتسيل دمعة على الخد ، تطفي نيران المعاصي و الذنوب ، أخلي بنفسك اعترف بذنبك ادعو ربك وقل : ( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وانا عبد ك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) أبكِ على خطيتك جرب لذة المناجاة أعترف بالذل و العبودية لله تب إلى الله بصدق قل ناجي ربك ( اللهم أني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني انك أنت الغفور الرحيم ) جرب مثل هذه الكلمات جربها كما كان صلى الله عليه وسلم يرددها .
أيها المحروم ذاق طعم الإيمان من رضى الله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً كما عند مسلم في صحيحه .
أسمع لملك الملوك وهو يناديك أنت أسمع لجبار الأرض و السماوات وهو يخاطبك أنت وانت من أنت أسمع للغفور الودود ذي الرحمة الرحمن وهو يقول : ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )ويقول سبحانه في الحديث القدسي : ( يا عبادي أنكم تذنبون بالليل و النهار وانا اغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم كما عند مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر ويقول
الله في الحديث القدسي الآخر : ( يا بن آدم أنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) كما عند الترمذي من حديث أنس وهو صحيح .
أذن فيا أيها المحروم ما هو عذرك وأنت تسمع هذه النداءات من رب الأرض والسماوات إن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقف خاضعاً ذليلاً خأفاً باكياً مستغفراً تائباً فكلمات التائبين صادقة ودموعهم حارة وهمهم قوية ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان و وجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة و عاشوا حياة الأمن بعد مسيرة القلق و الاضطراب ، فلماذا تحرم نفسك هذا الخير و هذه اللذة و السعادة فإن أذنبت فتب وان أساءت فاستغفر وأن أخطأت فأصلح فالرحمة واسعة و الباب مفتوح .
قال ابن القيم في الفوائد :
ويحك لا تحقر نفسك فالتائب حبيب والمنكسر صحيح إقرارك بالإفلاس عين الغنى تنكيس رأسك بالندم رفعة واعترافك بالخطأ نفس الإصابة انتهى علامة رحمة الله .
أذا العبودية لله عزة ورفعة ولغيره ذللاً ومهانة .
أيها الحبيب أيتها الغالية أننا نفرح بتوبتك و نسر لرجوعك إلى الله وليس لنا من الأمر شيء :
عين تسر إذا رأتك وأختها ……تبكي لطول تباعدا وفراقي
فحفظ لواحدة دوام سروها ……واعد التي أبكيته بتلاقي
عدنا بالرجوع إلى الله عدنا بتوبة صادقة و نحن معك بكل ما تريد نسر ونفرح نمدك بأموالنا وأيدينا و دعاءنا وليس لنا من الأمر شيء إنما هو لنفسك ومن المحرومين من حرم لذة قراءة القرآن و تدبر آياته و البكاء من خشية الله .


عن عطاء قال دخلت أنا و عبيد بن عمير علىعائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير حدثيني باعجب شيء رايبية من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت قام ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذرنيني اتعبد لربي قالت أني أحب قربك واحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى أبل حجره ثم بكى يزل يبكي حتى بل الأرض و جاء بلال يؤذن بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال صلى الله عليه وآلة وسلم أفلا أكون عبداً شكوراً . لقد نزلت علىّ الليلة آيات ويلاً لمن قرأها ولم يتفكر فيها ( إن في خلق السموات و الأرض .... إلخ ) الآيات
من سورة الأنعام ، رواه أبو الشيخ ابن حبان في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده جيد وابن حبان في صحيحه و صححه الألباني .
إذن من المحرمين من لم يقرأ القرآن و ربما قراه في رمضان بدون تدبر ولا خشوع أسأل نفسك أيها المحب كم آية تقرأ في اليوم بل كم مرة تقرأ في الأسبوع كم مرة دمعة عيناك وأنت تقرأ القرآن إن من الناس لم تدمع عينه مرة واحدة عند سماع أو قراءة آيات القرآن و ربما دمعة مراراً ومدراراً عند سماع كلمات الغناء في الحب و الغرام و الهجر و الحرام و العياذ بالله .


مساكين الذين ظنوا الحياة كأساً نغمة ووتراً مساكين الذين جعلوا وقتهم لهو لعباً وغروراً مساكين الذين حسبوا السعادة أكل وشرب و لذة الليل المحرومين غناء وبكاء وليل الصالحين بكاء ودعاء ليل المحرومين مجون و خنوع وليل الصالحين ذكر و دموع أيها المحروم من لذة البكاء اعلم إنه متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله فأعلم أن قحطها من قسوة القلب و أبعد القلوب من الله القلب القاسي والعياذ بالله فقل أيها المحروم قل لنفسك قل لها وا اسفاه وا حسرتاه ! كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر و القلب محجوب محروم ما شم راحة القرآن دخل الدنيا وخرج وما ذاق أطيب ما فيها بل عاش فيها عيش البهائم وأنتقل منها انتقال المفاليس فكانت حياته عجزاً و كسلاً وموته غماً وكمداً .
ألم تسمع أيها المحروم ألم تسمعي أيتها المحرومة لقول النبي صلى الله عليه آله وسلم والقرآن حجة لك أو عليك فأيهما تختار وأيهما تختارين لك أو عليك قال أحد الصالحين أحسست بغماً لا يعلمه إلا الله و بهم مقيم فاخذت المصحف و بقيت أتلو فأزا عني فجأة هذا الغم و أبدلني الله سروراً وحبوراً مكان ذلك الكدر فيا أيها الأخ الحبيب و يا ايتها المسلمة أن هذا القرآن رحمة وهدى و نور وشفاء لما في الصدور كما وصفه الله سبحانه تعالى فأسمع إيها المحروم من قراءة القرآن ان قراءة القرآن بتدبر و تمعن من اعظم أسباب السعادة ومن أعظم أسباب انشراح الصدور في الدنيا و الآخرة ومن المحرومين من حرم لذة الأخوة في الله .
حرم الرفقة الصالحة التي تذكر الخير و تعينه عليه أن الجليس الصالح لا تسمع منه إلا كلاماً طيباً أو دعاءً صالحاً أو دفاعاً عن عرضك .فأيها المحروم من الأخوة في الله انك بأمس الحاجة إلى دعوة صالحة وإلى كلمة طيبة أنك بأمس الحاجة إلى من تبث له أشجانك و احزانك أنك بأمس الحاجة إلى صادق أمين وناصح مخلص أنك بأمس الحاجة إلى اخ يتصف بالرجولة و الشهامة أتراك تجد هذه الصفات بصديق الضحكات و الرحلات و المنكرات أيها المحب آْعد النظر في صداقاتك استعرض أصدقاءك واحداً بعد الاخر أسال نفسك ما نوع الرابط بينكم أهي المصالح الدنيوية أو الشهوات الشيطانية أم هي الأخوة الإسلامية كل أخوة لغير الله هباء وفي النهاية هماً و عداء .
لا شك مر بك قول الله عز وجل الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلاالمتقين) أيها المحروم من لذة الأخوة في الله راجع ما فاتك قبل ان نقول يوم القيامة يا وليتي ياليتني لم اتخذ فلانا خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا راجع أحبابك و خلانك فإنك ستحشر معهم يوم القيامة فقد قال حبيبك صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من احب فمن أي الفريقين أحبابك )
قرينك في الدنيا وفي الحشر من بعدها فأنت قرين لي بكل مكاني . فإن كنت في دار الشقتاء فإنني أنا وأنت وجميعا في شقائي وهواني.
أيها المحروم كم كسبت من صفات ذميمة وكم خسرت من صفات حميدة بسبب أصحابك تقول لماذا ؟ أقول لك لأن الطبع سراق و قل لي من تصاحب أقول لك من انت و النبي صلى الله عليه وسلم يقول{ الرجل علي دين خليله فلينظره منكم من يخالل} .
أبل الرجال إذا ارتم أخاهم أمورهم تفقدي فإذا وجدت أخ المانة و التقى فيه الدين قرير عين فاشددي
إن للأخوة في الله حلاوة عجيبة ولذة غريبة لا يشعر بها إلا من وجدها وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ) و ذكر منها وأن يحب المرء لا يحب إلا لله .
وفي الأثر المشهور : لولا ثلاث ما حببت البقاء في الدنيا وذكر منها مجالسة أخوة ينتقون أطياب الكلام كما ينتقون أطياب التمر .فكم من محروم حرم الأخوة في الله ومن الناس من حرم أكل الحلال ومن ثم حرم إجابة الدعاء .
ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيب وان الله أمر المؤمنين يما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلو من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم وقال ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يار رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأني يستجاب لذلك .
كم من الناس حرموا لذة أكل الحلال و حرموا بركة المال و حرموا صلاح العيال بسبب أكل الحرام من ربا و غش وخداع وسرقة وحلف كاذب .
مسكين أنت أيها المحروم ربما أنك تركع و تسجد و ترفع يديك بالدعاء فأنا يستجاب لك .
أيها الأخوة : أخشى ان نكون من المحرومين و نحن لا نشعر فنحن نرفع أيدينا في الدعاء ونلح على الله فيه وربما سالت الدمعات على الخدين انظر لحال المصلين و دعاء القنوط في رمضان فربما لا نرى أثراً لدموعنا وبكاءنا .
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير ) لنراقب أموالنا ولنحرص على أكلنا و شربنا ولبسنا وربما دخلنا في أعمالنا ووظائفنا .فيا أيها المحروم إن الأكل الحلال أثر عجيب على القلب وراحته وسعادته .
إن لأكل الحلال أثر كبير على صلاح الأولاد وبرهم لأبائهم بل إن لأكل الحلال أثر كبير على سعة الرزق ونماء المال فكم من المحرومين بسبب المعاصي و الذنوب فمن السند من حديث ثوبان ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق ليذنب يصيبه والحديث أخرجه احمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان وصححه ولحاكم .فكم من المحرومين بسبب المعاصي والذنوب و انتبه أيها المحب فليس كثرة المال عند بعض الناس دليل على بركته بل قد يكون شقاء على صحابه وكم سمعنا عمن ملك المال و القصور يعيش في تعاسة وهموم وقد قال صلى الله عليه آله وسلم ( إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا قوله عز وجل ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا فأخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الحديث أخرجه أحمد والطبري وابن أبي الدنيا في كتاب الشكر وقال الألباني في المشكاة وأسناده جيد .
وأسمع لآبن القيم رحمه الله وهو يقول عن أثر الذنوب و المعاصي ومن عقوبتها أنها تمحق بركة العمر و بركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة وفي الجملة تمحق بركة الدين و الدنيا فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله .
وما محقت بركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالى ( ولو أن اهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ) وقال تعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا لنفتننهم فيه وأن العبد ليحرم الرزق لذنب يصيبه) أنتهى كلام رحمة الله ومن الناس من حرم كثرة ذكر الله تهليل و تسبيح و تحميد فلسانه يأس من ذكر الله رطب ببذئ الكلام و السباب و اللعان و العياذ بالله وإذا أردت أن تعرف شدة الحرمان ولخامره للغافل عن ذكر الله فاسمع لهذه الآيات فأسمع لهذه الأحاديث و الربح العظيم فيها.عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا (ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى و النعيم المقيم يصلون كما نصلي و يصومون كما نصوم و لهم فضل من أموال يحجون و يعتمرون و يجاهدون ويتصدقون فقال صلى الله عليه آله وسلم ألا أعلمكم شيئا تدركون به أصحابكم و تسبقون به من بعدكم و لا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون و تحمدون و تكبرون خلف كل صلاة ثلاث و ثلاثين قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سأل عن كيفية ذكرهن قال يقول سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث و ثلاثين ) متفق عليه . و زاد مسلم في روايته ( فرجع فقراء المهاجرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) و أهل الدثور هم أهل المال الكثير .
و عنه أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاث و ثلاثين و حمد الله ثلاث و ثلاثين و كبر الله ثلاث و ثلاثين و قال تمام المئه لا اله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر ) و الحديث أخرجه المسلم في صحيحه .
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنه فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب ألف حسنه؟قال: يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنه أو يحط عنه ألف خطيئة ) و الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.و الأحاديث في مثل هذه الفضائل كثيرة جدا و مستفيضة . أسألك بالله أليس محروما من ترك مثل هذه الأذكار ؟ فمن لا يرغب أن تغفر خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر , و من منا يرغب أن يكسب ألف حسنه أو تحط عنه ألف خطيئه , و لكن بعض الناس لم يسمع بهذه الأحاديث قط فضلا على أن يحرص على فضلها أليس هذا من الحرمان ؟ أنها كلمات قصيرة في أوقات يسيره مقابل فضائل كثيرة و هي سلاح للمؤمن تحفضه من شياطين الأنس والجان و هي اطمئنان للقلب و انشراح للصدر كما قال عز وجل (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))و الله عز وجل يقول ((والذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرتاً و أجرا عظيما )) ولكن سبق المفردون و تأخر و خسر المحرومون , وال مفردون هم الذاكرون الله و الذاكرات كما أخبر صلى الله عليه و سلم عند مسلم في صحيحه , فيا أيها المحروم من ذكر الله أحرص على هذه الأذكار لعلها أن تمحو عنك السيئات و إياك إياك و بذائت اللسان و السب واللعان فتزيد الطين بلة,ومن الناس من حرم السعادة الزوجية و العيشة الهنية فهو لا يجد السكن النفسي يعيش في قلق و اظطراب و شجار و خصام كم شكا هؤلاء لنا, كم شكوا حياتهم مع أزواجهم في بيوتهم يعيش بدون مودة و لا رحمة و بدون لذة و لا متعة . بينه و بين زوجته وحشة فلماذا كل هذا قال بعض السلف أسمع يا رعاك الله إني لا اعصي فأرى ذلك في خلق دابتي و امرأتي . أيها الزوجان ربما تحرمان السعادة الزوجية و الراحة النفسية بسبب المعاصي و الذنوب منكما أو من أحدكما . أنضرا إلى البيت و ما فيه من وسائل فساد تغضب رب العباد , أنضرا إلى حرصكما على الفرائض و الطاعات و الاهتمام بها و الصلاة في أوقاتها , قفا مع بغضكما و ستجدان ان السبب معصية الله لا شكقال الله تعالى ((و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير )) إنه ما من مشكلة تقع بين الزوجين إلا بمعصية أو ذنب فكم في البيوت من المحرومين بسبب معصية رب العالمين.
و أقف هنا فقد سبق الحديث عن هذا الموضوع بدرسين بعنوان( السحر الحلال) فمن أراد فليرجع لهما و من الناس من حرم بر الوالدين و الأنس بهما و الجلوس معهما و قضاء حوائجهما حرم المسكين من فضل عبادة قرنت بتوحيد الله عز وجل فقد ثنى بهما قال ((و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيءً و بالوالدين إحسانا ) و يدل هذا على فضلهما و عظم القيام بهما اسمع يا من حرمت برهما قال صلى الله عليه و سلم (الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفضه ) و الحديث في الترمذي و قال حسن صحيح و يروى عن عبد الله بن مبارك أنه بكى لما ماتت أمه فقيل له فقال : إني لأعلم أن الموت حق و لكن كان لي بابان للجنة مفتوحان فأغلق أحدهما و النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة ) كما في مسلم , و قال صلى الله عليه وآله وسلم( من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه ) متفق عليه .
فأي فضل حرمه بعض الناس بغفلته عن بر والديه و برهما ميتين بالدعاء لهما وزيارة صديقهما و إنفاذ وعدهما أن قصص العقوق التي نسمعها لينفطر لها الفؤاد أسى و تذوب لها النفس حسرة , أيها المحروم برهما أن العقوق من الكبائر بل لا يدخل الجنة عاق و يحرم التوفيق بالدنيا و لربما عجلت له العقوبة و ربما ابتلي بأولاده فالجزاء من جنس العمل أبو هريرة كان لا يخرج ولا يدخل حتى يسلم على أمه و كان يحملها فقد كانت كبيرة مكفوفة, و أبن الحنفية كان يغسل رأس أمه و يمشطها و يقبله و يخدمها , و كان علي بن الحسين من أبر الناس بأمه و كان لا يأكل معها فسأل فقال : أخاف أن تسبق عينها إلى شيء من الطعام و أنا لا أعلم فأكله فآكون قد عققتها , و طلبت أم مسعر ماء في ليلة فجاء بالماء فوجده نائمة فوقف الماء عند رأسها حتى أصبح, و سأل عمر بن ذر عن بر ولده فقال ما مشى معي نهارا فقرر خلفي و لا ليلا إلا كان أمامي و لا رقى سطح أنا تحته ,فنستغفر الله عن حالنا مع آبائنا و نعوذ بالله من الحرمان , إليك أيها السامع هذه العناوين السريعة أنقلها لك من رسالة صغيرة بعنوان أبناء يعذبون آبائهم قصص واقعية:/(ابن يتهرب من المستشفى حتى لا يتسلم والده )( و آخر يتخلص من أمه يرميها بجوار القمامة)(و آخر يأتي بأبيه الذي بلغ 80 سنه إلى دار النقاهه ويقول خذوا أبي و اذاأردتواا الى شيء أتصلوا علي)( وآخر يبخل على أمه بمائة ريال ثمنا لخاتما أعجبها بل أخذ الخاتم من يدها و رماه على طاولة البائع )( وابنة تطرد والدتها من المنزل و)( وأخرى فغضب بعد أن علمت أن والدتها ستعيش معها) و هذه عناوين قصص واقعية و تفاصيلها تدمي القلوب و تقرح الأكباد فإنا لله و إنا إليه لراجعون نعوذ بالله من حال هؤلاء محرومون و معذبون في الدنيا و الآخرة اللهم أغفر لنا و لوالدينا و اجزهم عنا خير الجزاء اللهم أعنا على برهما الهم أعنا على برهما الهم أرفع درجتهم و أسكنهم الفردوس الأعلى برحمتك يا أرحم الراحمين , و من المحرومين من حرم حسن الخاتمة نسأل الله عز وجل حسنها عجيب أمرك أيها المحروم أنك تعلم أن الموت حق و أنه نهاية الجميع و مع ذلك تصر على حالك و أنت تسمع هذا الكلمات مراراً و تكراراً أيها الأخ و يا أيتها الأخت ليس العيب أن تخطئ و لكن العيب الاستمرار على الخطأ أيهما تريد أن تموت على خير أم على شر أقول هذا لأننا نرى و نسمع نهاية بعض المحرومين نسأل الله حسن الخاتمة قال ابن القيم في الجواب الكافي : ثم أمر أخوف من ذلك و أدهى و أمر و هو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار و الانتقال إلى الله تعالى فربما تعذر عليه نطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيراً من المحتقرين ممن أصابهم ذلك ثم ذكر رحمه الله صوراً لبعضهم منها قيل لبعضهم قل لا اله إلا الله فجعل يهذي بالغناء و يقول كان تان تنى تنتني , وقيل لآخر فقال كلما أردت أن أقولها فلساني يمسك عنها إلى آخر الصور التي ذكرها رحمه الله تعالى إلى قوله وسبحان الله كم شاهد الناس من هذا عبر و الذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم و أعظم و نحن اليوم نشاهد ونسمع ونقرأ صوراً كثيرة لسوء الخاتمة و منهاأن رجلاً ذهب إلى أحد البلاد المعروفة بالفساد و هناك في شقته شرب الخمر أعزكم الله قارورة ثم الثانية ثم الثالثة هكذا حتى شعر بالغثيان فذهب إلى دورة المياه أعزكم الله ليتقيأ أتدري أيها المحب ماذا حدث له مات في دورة المياه و رأسه في المرحاض أعزكم الله , و منها أن شابا كان لا يعرف من الإسلام إلا اسمه و كان لا يصلي أضاع طريق الهداية عندما نزلت به سكرات الموت قيل له قل لا اله إلا الله يا لها من لحضات حرجة كربات و شدائد و أهوال أتدرون ماذا قال؟ أخذ يردد أنه كافر بها نسأل الله حسن الخاتمة , و منها أن شاباً حصل له حادث على أحد الطرق السريعة فتوقف بعض المارة لإسعافه فوجدوه يحتضر و الموسيقى الغربية تنبعث بقوة من مسجل السيارة فأطفئوه و قالوا للشاب قل لا اله إلا الله فأخذ يسب الدين و يقول لا أريد أن أصلي لا أريد أن أصوم و مات على ذلك والعياذ با لله ,يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق السريعة فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي فإذا سيارة مرتطمة بسيارة أخرى حادث لا يكاد يوصف شخصان في السيارة في حالة خطيرة أخرجناهما و وضعناهما ممدين أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية فوجدناه قد فارق الحياة عدنا للشخصين فإذا هم في حالة الإحضار هب زميلي يلقنهم الشهادة و لكن ألسنتهم ارتفعت بالغناء أرهبني الموقف و كان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت أخذ يعيد عليهما الشهادة و هما مستمرا في الغناء لا فائدة بدأ صوت الغناء يخفت شيئا فشيئا سكت الأول فتبعه الثاني فقد الحياة لا حراك يقول لم أرى في حياتي موقفا كهذا حملناهما في السيارة قال زميلي إن الإنسان يختم له إما بخير أو شر بحسب ظاهره و باطنه قال فخفت من الموت و أتعضت من الحادثة و صليت ذلك اليوم صلاة خاشعة قال و بعد مدة حصل حادث عجيب شخص يسير بسيارته سيراً عادياً و تعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة فترجل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات جاءت سيارة مسرعة و ارتطمت به من الخلف سقط مصاباً إصابات بالغة فحملناه معنا في السيارة فقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر متدين يبدو ذلك من مظهره عندما حملناه و سمعناه يهمهم عندما حملناه سمعناه يهمهم فلم نميز ما يقول و لكن عندما وضعناه في السيارة سمعنا صوتا مميزا إنه يقرأ القرآن و بصوت ندي سبحان الله لا تقول هذا مصاب الدم قد غطى ثيابه و تكسرت عظامه بل هو على ما يبدو على مشارف الموت أستمر يقرأ بصوت جميل يرتل القرآن فجأة سكت التفت إلى الخلف فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلى الخلف لمست يده قلبه أنفاسه لا شيء فارق الحياة نظرت إليه طويلاً سقطت دمعة من عيني أخبرت زميلي أنه قد مات انطلق زميلي في البكاء أما أنا فقد شهقت شهقة و أصبحت دموعي لا تقف أصبح منضرنا داخل السيارة مؤثرا و صلنا إلى المستشفى أخبرنا كل من قبلنا عن قصةالشاب , الكثير تأثروا ذرفت دموعهم أحدهم لما سمع قصته ذهب وقبل جبينه الجميع أصروا على الجلوس حتى يصلى عليه أتصل أحد الموظفين بمنزل المتوفى كان المتحدث أخوه قال عنه أنه يذهب كل أثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية كان يتفقد الأرامل و الأيتام والمساكين كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب و الأشرطة و كان يذهب و سيارته مملوءة بالأرز و السكر لتوزيعها على المحتاجين حتى حلوى الأطفال كان لا ينساها و كان يرد على من يثنيه عن السفر و يذكر له طول الطريق كان يرد عليه بقوله أنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن و مراجعته و سماع الأشرطة النافعة و إنني أحتسب إلى الله كل خطوة أخطها يقول ذلك العامل في مراقبة الطريق كنت أعيش مرحلة متلاطمة الأمواج تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه بكثرة فراغي وقلة مارفي و كنت بعيداً عن الله فلما صلينا على الشاب و دفناه و أستقبل أول أيام الآخرة استقبلت أول أيام الدنيا تبت إلى الله عسى أن يعف عما سلف و أن يثبتني على طاعته و أن يختم لي بخير انتهت القصة بتصرف من رسالة لطيفة بعنوان الزمن القادم ,قلت صدق ابن القيم رحمه الله بقوله و سبحان الله كم شاهد الناس من هذا عبر أي من سوء الخاتمة و الذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم و أعظم أقول كيف يوفق لحسن الخاتمة من حرم نفسه الاستقامة و الطاعة لله , فقلبه بعيد عن الله غافل عنه عبد لشهوته و هواه اللهم أجعل خير أعمالنا خواتمها و تب علينا انك أنت التواب الرحيم , و هذا موقف آخر قال أبو عبد الله لا أعرف كيف أروي قصتي التي عشتها منذ فترة و التي غيرت مجرى حياتي كلها و الحقيقة أنني لم أقرر الكشف عنها إلا من خلال إحساسي بالمسؤولية تجاه الله عز وجل و لتحذير بعض الشباب الذي يعصي ربه و بعض الفتيات الآتي يسعين عن وهم زائف أسمه الحب , يقول كنا ثلاثة من الأصدقاء يجمع بيننا الطيش و العبث كلا بل أربعة فقد كان الشيطان رابعنا فكنى نذهبلاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول و نستدرجهن إلى المزارع البعيدة و هناك يفاجئن بأننا تحولنا إلى ذئاب لا ترحم و لا نرحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا و مات فينا الإحساس هكذا كانت أيامنا و ليالينا في المزارع و في المخيمات و في السيارات و على الشاطئ , إلى أن جاء اليوم الذي لن أنساه ذهبنا كالمعتاد إلى المزرعة كان كل شيء جاهز الفريسة لكل واحد منا الشراب الملعون شيء واحد نسيناه الطعام و بعد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته كانت الساعة السادسة تقريبا عندما أنطلق و مرت الساعات دون أن يعود و في العاشرة شعرت بالقلق عليه فانطلقت بسيارتي أبحث عنه و في الطريق شاهدت بعض السنة النار تندلع على جانبي الطريق و عندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي و النار تلتهمها و هي مقلوبة على أحد جانبيها يقول أسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعلة وذهلت عندما و جدت نصف جسده وقد تفحم تماما و لكنه ما زال على قيد الحياة فنقلته على الأرض و بعد دقيقة فتح عينيه و أخذ يهذي النار النار فقررت أن أحمله بسيارتي و أسرع به إلى المستشفى لكنه قال لي بصوت باك لا فائدة لن أصل فخنقتني الدموع و أنا أرى صديقي يموت أمامي و فوجئت به يصرخ ماذا أقول له ؟ماذا أقول له ؟ نضرت إليه بدهشة و سألته من هو ؟ قال بصوت كأنه قادم من بعيد ((الله)) يقول ذلك الشاب أحسست بالرعب يجتاح جسدي و مشاعري و فجأة أطلق صديقي صرخة مدوية و لفض آخر أنفاسه و مضت الأيام لكن صورة صديقي الراحل وهو يصرخ و النار تلتهمه ماذا أقول له؟ ماذا أقول له ؟ و وجدت نفسي أتسائل و أنا ماذا سأقول له و ليتساءل كل محروم ماذا سيقول لله يقول ففاضت عيناي و اعترتني رعشة غريبة و في نفس اللحظة سمعت المؤذن ينادي الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة أحسست أنه نداء خاص بي يدعوني لأسدل الستارة على فترة مضلمة من حياتي , يدعوني إلى طريق النور و الهداية , فاغتسلت و توضأت وطهرت جسدي من الرذيلة التي غرقت فيها لسنوات و أديت الصلاة و من يومها لم يفتني فرض و لقد أصبحت أنساناً آخر فسبحان مغير الأحوال انتهت من رسالة لطيفة بعنوان للشباب فقط , إذا فلعل الكثير من المحرومين يتساءلون أين الطريق و ما هو العلاج ؟ أين الطريق و ما هو العلاج ؟ و أقول العلاج ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم و آله وسلم لسفيان ابن عبد الله الثقفي,قال له سفيان يا رسول الله يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا اسأل عنه أحد غيرك فقال صلى الله عليه و سلم قل :
(( آمنت بالله ثم استقم )) فيا أيها المحروم و يا أيتها المحرومة لنقل كما قال صلى الله عليه وسلمآمنوا بالله ثم لنستقم على طاعة الله لنؤدي ما طلب عز و جل منا , لزوم الصراط المستقيم من غير ميل عنه يمنة و لا يسرة , يضن البعض , يضن بعض السامعين أن الاستقامة أنها نفل فمن أرادها كان مستقيماً و من لا يريد فلا بأس عليه و هذا مفهوم خاطئ فإن كل مسلم مطالب بالاستقامة قال تعالى(( فاستقم كما أمرت و من تاب معك )) , و ثمرات الاستقامة ثمرات عظيمة تدفع سامعها إلى الالتزام بشرع الله و مجاهدة النفس يقول الحق عز وجل (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا و في الآخرة و لكم فيها و ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم )) و يقول عز و جل ((و الو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا لنفتنهم فيه و من يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً )), فكم كم من المحرومين المعذبين كم من المحرومات المعذبات من شبابنا و رجالنا و إخواننا و أخواتنا نسأل الله لهم الهداية , لقد كان العرب في جوف الصحراء يعيشون في سخف حتى استقاموا على الطريقة ففتحت لهم الأرض التي يغدقون فبها الماء و تتدفق فيها الأرزاق , ثم حادوا عن الطريقة فاستلبت منهم خيراتها استلاباً , والله يقول(( و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض)) و كل ما سبق أيها الأخ الحبيب من صور الحرمان إنما هو بسبب البعد عن الاستقامة و ينال الإنسان منا الحرمان بقدر بعده عن طاعة الله ,أخي الحبيب أيتها الأخت الغالية قف مع نفسك لحظات بعيد عن الدنيا بذهبها و مناصبها و قصورها اجلس مع نفسك بعيداً عن الأصحاب و الأولاد أخلو بنفسك واسألها لماذا تعيش ؟ و ماذا أريد؟ و ماهي النهاية ؟ من أين أتيت؟ و أين سأذهب؟ و لكن إياك إياك إياك أن تكون كذلك البائس المحروم الشاعر النصراني الذي يقول :جئت و لا أعلم من أين أتيت و لكني أتيت و لقد أبصرت قدامي طريقاً فمضيت
و سأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري
إلى أخر تلك الطلاسم و الأسئلة التي يثيرها في قصيدته حيرتاً وتردد ذهول يشعر به المحرومون من نعمة الإيمان , أما نحن المسلمين المؤمنين لا تقلقنا هذه الأسئلة ولله الحمد و المنة فإننا نجد في ديننا الإجابات المفصلة عليها إننا نجد في قرآننا و في أحاديث نبينا عليه الصلاة و السلام الكلام الشافي الصادق عنها إن قرآننا علمنا أننا نعيش لغاية وهدف ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فهل أنت تعيش لهدف ؟هل أنت تعيش لهدف أيها الأخ الحبيب و علمنا أن كل شيء في حياتنا إنما هو لله ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و ممتاي لله رب العالمين لا شريك له) فهل كل شيء في حياتك لله ؟ فلا نعمل الا ما يرضي الله و لا نتكلم إلا بما يرضي الله فلا نرضي إلا الله لو سخط الناس كلهم فنحن نردد كل لحظة لا اله إلا الله و نعلم أن من عاش عليها صادقاً مخلصاً عاش سعيداً عزيزاً و إن مات عليها صادقاً مخلصاً مات شهيداً في جنة عرضه السماوات و الأرض , إذن فأسمع و أعلم أيها المحروم إن من يعيش لهدف و مبدأ يتحرك و يعمل و يركع ويسجد ويذهب و يجيء و يحرص على وقته ولا يجعل دقيقة للفراغ فإن الفراغ قاتل و العطالة بطالة وأكثر الناس هموماً و هموماً العاطلون الفارغون , إنك يوم تفرغ يدخل عليك الهم والغم والوسواس و الهواجس وتصبح ميداناً لألاعيب الشياطين , أيها الأخ أيتها الأخت اجعل الهم هماً واحداً هم الآخرة هو لقاء الله عز وجل هم الوقوف بين يديه (يوم إذا تعرضون لا تخفى منكم خافيه)اجعل عملك خالصاً لوجه الله احرص على رضى الله لا تنتضر شكراً من أحد أيها الأخ و يا أيتها الأخت ماذا قدمت لنفسك؟ و ماذا قدمتي لنفسك؟ والله يقول (( وقدموا لأنفسكم و اتقوا الله و العموا انكم ملاقوه)) إن من ركب ظهر التفريط والتواني نزل به بوادر الحسرة و الندامة إذا فأول العلاج التفكير الجاد بطريق الاستقامة و الالتزام فكن صاحب هدف وكن صاحب مبدأ لتشعر بقيمة الحياة و أجعل همك دائما رضى الله وحده لا رضى غيره و طاعة الله لا طاعة غيره و من العلاج أيضاً أو من أسباب الاستقامة إرادة الله الهداية للعبد قال تعالى ((فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء))و بعض الجهال و الجاهلات يقولون ماذا أفعل إذا لم يرد الله هدايتي ؟ و أقول هذه شبه حيلة نفسيه و مدخل شيطاني لدى كثير من المحرومين و الإجابة على هذا نقول لابد من فعل الأسباب فأطلب الهداية وأسعى لفعل أسبابها و جاهد النفس وسترى بمشيئة الله النتائج وهكذا بكل أمرٍ تريده لابد من فعل الأسباب , أتراك أيها المحروم إذا طلبت النجاح في الامتحان تدرس وتقرأ و تحفظ و تسهر قلنا لك مثلاً لا تدرس و لا تقرأ و تسهر و إن كان الله أراد نجاحك فستنجح أتوافق على هذا ؟أتوافقين على هذا ؟ بالطبع لا , إذا لا بد من فعل الأسباب من ترك جلساء السوء و ترك وسائل الفساد و الحرص على مجالس الصالحين و كثرة الذكر والإلحاح بالدعاء أن يفتح الله على قلبك و أن يثبتك على طريق الحق فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم( كان يكثر في سجوده من قول الهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فكيف بي و بك و من شابهنا من ضعاف الإيمان) أدعو الله بصدق و إلحاح أن يرزقك طريق الاستقامة و هاأنت تدعوا في اليوم أكثر من سبعة عشر مرة إن كنت ممن يحافظ على الصلوات المفروضة تقول (اهدنا الصراط المستقيم ) لكن و للأسف بدون حضور للقلب و لا تدبر للمعنى فاصدق مع الله بطلب الهداية جاهد النفس فإن الله عز و جل يقول {و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا }, إذا فقبل مرحلة الهداية لا بد من مرحلة المجاهدة و حبس النفس عن شهوتها تذكر حلاوة الصلة بينك و بين الله يهون عليك أمر المجاهدة اعلم أن شراب الهواء حلو و لكنه يورث الشرق فأطلب الهداية من الله بصدق و أحرص على فعل أسبابها لعلك أن تشعر بالسعادة و الراحة في الدنيا و الآخرة , و أسباب الهداية كثيرة لعلي ألحظها لك في النقاط التالية لتحرص على فعلها فكن صاحب هدف و عش لمبدأ و أعلم لماذا خلقت ؟ ثانياً أعلم أن إرادة الله فوق كل شيء و لكنها في علم الغيب فما عليك إلا أن تحرص على الخير و فعل الأسباب للوصول إليه مع التنبه لحيلالنفس و مداخل الشيطان ثالثاً: الإلحاح الشديد في الدعاء و كثرة ذكر الله رابعاً: الحرص على مصاحبة الصالحين و نبذ أهل الفسق و الفجور فإنهم لا يهدئون حتى تكون مثلهم و صدق من قال ( ودت الزانية أن النساء كلهن زواني ) خامساً :مجاهدة النفس و محاسبتها و هل أنت مستعد للموت أم لا, سادساً : أتبع السيئة الحسنة تمحها و كلما و وقعت بذنب أو معصية أكثر من فعل الخيرات تصدق أطعم المساكين صلي ركعتين احسن إلى الوالدين احرص على كل خير فإن الله عز و جل يقول (إن الحسنات يذهبن السيئات ) و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ( و أتبع السيئة الحسنة تمحها ) سابعاً:تب كلما وقعت بذنب أو معصية و إياك و إياك و الملل من التوبة و لو تبت من الذنب الواحد ألف مرة و أحذر من ضعف النفس و حيل الشيطان فربما يحدثك أنك منافق أو أنك مخادع لله بكثرة توباتك و المهم أن تكون صادقاً بالتوبة و الندم و الإقلاع و كلما رجعت للذنب بضعف النفس ارجع للتوبة قال الإمام النووي باب قبول التوبة من الذنوب و إن تكررت الذنوب و أنصحك بقراءة كتاب التوبة في صحيح مسلم لترى الأحاديث في عظم رحمة الله و فرحه بتوبة عبده و هو غني عني و عنك و عن العالمين جميعا لكن إياك إياك إياك والاغترار بسعة رحمة الله مع الإصرار على المعاصي و اعلم أن الله شديد العذاب كما أنه غفور رحيم فالخلاصة : اكثر من الاستغفار و التوبة و اعلم أن خير البشر حبيبنا و قدوتنا صلى الله عليه و آله وسلم صح عنه أنه كان يستغفر الله في اليوم سبعين مرة و في رواية مائة مرة فكيف بي و بك أيها الحبيب على كثرة ذنوبنا و ضعف نفوسنا فيا أيها المحب فيا أيها الأخوة أيتها الأخوات فل نكثر من التوبة مهما تكرر الذنب ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الله عز و جل قال لذلك الرجل الذي تكرر منه الذنب فكرر التوبة قال الله له (( علم عبدي أن له رب يغفر الذنب و يأخذ به غفرت لعبدي غفرت لعبديغفرت لعبدي فليعمل ما شاء ) و الحديث متفق عليه , و عن عقبة بن عامر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( يا رسول الله أحدنا يذنب قال الرسول صلى الله عليه و سلم يكتب عليه قال : ثم يستغفر منه قال يغفر له و يتاب عليه فيعو فيذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه و يتوب قال يغفر له و يتاب عليه قال فيعود فيذنب قال صلى الله عليه و سلم يكتب عليه و لا يمل الله حتى تملوا )) أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه و وافق الذهبي , و أخرجه الطبراني في الكبير و قال في المجمع إسناده حسن , فيا أخي الكريم إياك و إهمال التوبة مهما كانت معاصيك و المهم أن تكون جاداً في التوبة صادقاً فيها فأغلق الباب أغلق أبواب الشيطان و سد المنافذ و أفعل الأسباب و ستجد أثر ذلك على قلبك حفظك الله و رعاك من كل سؤ و وفقك للتوبة النصوح , أيها الأخ الحبيب و أيتها الأخت الغالية لست بعيد و إنك قريب جداً , إن السعادة و الراحة في الاستقامة و أنت قريب منها المهم أن يكون عندك العزم و الهم الصادق قال ابن القيم في الفوائد : أخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق المحشو بالآفات إلى ذلك الفناء الرحب الذي فيه ما لا عين رأت فهناك لا يتعذر مطلوب ولا يفقد محبوب (انتهى كلامه) , فيا أيها المحب ارجع إلى فطرتك و إلى الخير في نفسك ستجد أنك قريب من الهداية و الهداية قريبة منك
فإذا استقام على الهداية ركبنا يخضر فوق هضابنا الأقدام
و تلف أغصان السعادة فوقنا و تزول من أسطاعها الأسقام إن الدنيا بأموالها و مناصبها و قصورها لا تستاهل قطرة دمع منك حتى و لا هماً أو زفرة من زفراتك فالرسول صلى الله عليه و سلم يقول((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما ولاه و عالم و متعلماً)) كما عند الترمذي و الله عز و جل يقول (( و ما هذه الحياة الدنيا إلا لهو و لعب)) فيا أيها المحب إن نفسك غالية و ربما اليوم أو غداً أو بعد غداً قالوا مات فلان و الموت حق و لكن شتان بين من مات على صلاح و هداية وبين من مات على فسق و غواية فإياك والغفلة و طول الأمل و الاغترار بالصحة فكم من صحيح مات من غير علة و كم من سقيماٍ عاش حيناً
من الدهر ربما تضحك و تسعد و تنام مسروراً و قد لا تصبح ,
يا راقد الليل مسروراً بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارى
فيا أيها الأخ و يا أيتها الأخت بادرا إلى الفضائل و سارعا إلى الصفات الحميدة و الأفعال الجميلة و كل ذلك بالإيمان الصادق بالله عز وجل نسأل الله عز وجل أن يتوب علينا جميعاً و أن يجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين اللهم تب علينا توباً صادقاً نصوحاً اللهم أغفر لنا و ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين سبحانك اللهم و بحمدك نستغفرك و نتوب إليك نشهد أن لا اله إلا أنت و صلى الله وسلم و بارك على نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم تسليماً كثيراً
س/يقول ماهي الخطة و البرنامج المثالي أو الطريقة المثلى في دعوة الشباب الذين أصبحت الرياضة الهم الأكبر مع حبهم للدين ؟
ج/طبعاً رسم البرنامج أو الخطة يطول لمثل هؤلاء و لكن هو فقه يؤتيه الله عز وجل من شاء و هي الحكمة يؤتيها الله عز وجل من يشاء و لكني أقول للأحبة و الشباب الصالحين رفقاً رفقاً بإخوانكم ربما كنتم يومً من الأيام أمثالهم و ربما سرتم يوماً من الأيام على طريقهم فهويناً عليهم فكلمة طيبة و إرشادً مرة بشريط ومرة بكلمة و مرة برحلة و مرة نعيد ذلك ستجد أنهم بدئوا الطريق و عرفوه , المهم أن تسعى لربط هذا القلب بالله عز و جل قلبك و قلب أخيك أن يكون لنا صلة بالله سبحانه و تعالى إذا فليس من المناسب أن نأتي لأمثال هؤلاء الشباب الذي تعلقت قلوبهم بالرياضة مثلاً فنقطع عليهم الطريق أو نريدهم مباشرة أن ينتقلوا من حب الرياضة إلى حب الدين أو من الجلوس في الرياضة و الملاعب إلى الجلوس في المساجد و الحلق أقول هذا يبدو صعب و لكن علينا أن نكون رفقاء أن نسعى مع إخواننا بتئوده وحكمة و كلمة طيبة و سنجد أثر ذلك معهم لكن من المؤسف أنني أسمع كثيراً من بعض الرياضيين و من بعض الشباب المحبين للرياضة مثلاً كلامهم على بعض الشباب الطيبين أو انتقاداتهم على بعض الصالحين و قد تكون هذه الانتقادات خاطئة و الكثير منها خاطئ إن شاء الله و لكن هناك منها ما هو صواب إذا أردنا أن نقف على العلاج فهناك من بعض الانتقادات التي توجه لبعض الصالحين نعم فيها صواب فعلى الصالح أن يراجع نفسه و أن يعلم عندما يجلس مع أمثال هؤلاء أو غيرهم من إخوانه أن يعلم انه لا يمثل نفسه فقط إنما يمثل هذا المنهج و هذه الشريعة التي يريد الله عز وجل بها و من استعان بالرفق و استعان بالله عز و جل و سأل الله عز و جل أن يعينه على هداية فلان أو أن يهدي فلان و الدعاء لا شك أنه ثلاثة أرباع الطريق لكل مسلم و الدعاء إلى الله سبحانه و تعالى سيجد الطريق بمشيئة الله و نتمنى أن نحمل هم إيصال الخير لإخواننا يا أحبه يقسم بعض الناس ا سمع يوم من الأيام موعظة و لم يسمع ذكر لله عز و جل لماذا ؟ مع أن ما شاء الله تأتي لمدينة حي من الأحياء ما أكثر الصالحين و الخيرين فيها من الشباب و الفتيات مسؤولية من هذا الأمر ؟ مسؤولية الصالحين و الصالحات أمثالكم بارك الله فيكم أن نوصل الخير للناس بقدر ما تستطيع إن إهدائك شريطاً واحداً لشاب من الشباب و لأخ من إخوانك بأي طريقة ربما يفتح الله عز و جل قلوباً عمياً و ليس قلباً واحداً و أذكر أن أحد التائبات تقول نزلت من سيارة المدرسة في الطريق و تقول عن نفسها أنها كانت مغرمة جداً بالأغاني خاصة الغربية و تقول أن حجرتها مليئة بالصور للموسيقيين الغربيين تقول فمرة أنها نزلت من سيارة المدرسة و إذا بقدمي ترتطم بشيء قاس فنظرت إليه فأخذته و إذا به شريط أبيض تقول فوضعته في شنطتي ضنا مني أن فيه مادة أي موسيقى غربية تصلح لي تقول فوصلت إلى غرفتي و بعد أيام و أنا اقلب حقيبتي و جدت الشريط فأخذته فإذا به موعظة عن الموت تقول فأنقلب حالي و استمعت إلى الشريط و تغيرت نفسي و علمت أني على خطاء تقول بعد ذلك فقمت على جميع الأشرطة التي عندي فأبدلتها و قمت على جميع الصور فأحرقتها و قد هداني الله عز و جل و أصبحت من الأخوات النشيطات في الدعوة إلى الله عز و جل بسبب شريط و جدته ملقى على الأرض فلماذا نحرم أنفسنا الخير الدال على الخير كفاعله و لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم فالله الله بأصال الخير للاخوة أو للناس جميعاً بقدر ما نستطيع فأنتم شهداء الله في الأرض أيها الأحبة , هذه قصة من أحد الإخوة يحب المشاركة لا بأس أن نختم بها يقول أحد أقاربي و قد مات في المستشفى كان رجلاً صالحاً حافظ لكتاب الله يعمل في هيئة الأمر بالمعروف و النهي هن المنكر من أهل قيام الليل يقول الطبيب أنه يتكلم وهو في الغيبوبة و لا أعلم ماذا يقول و عندما تثبت الطبيب فإذا به يقرأ القرآن وهو في الإنعاش و مات على ذلك نسأل الله عز و جل أن يتقبله عنده و يرحمنا برحمته و أن يحسن خاتمتنا جميعاً هو ولي ذلك والقادر عليه و نأسف للاخوة للإطالة عليهم و لكن حباً لهم وحباً لإيصال الفائدة أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا و يعلمنا ما ينفعنا و أ، يوفقنا لما يحبه و يرضاه ((أيها الأخوة بموجب فهرس تسجيلات التقوى فإن رقم هذا الشريط هم 11491 أحد عشر ألفاً و أربع مائة و واحد وتسعون ))

ليست هناك تعليقات: