سلسة يومية
قال ابنه: صام أبي أبو الحسين وله ثمان عشرة سنة إلى أن توفِّي وقد عاش ستًّا وتسعين سنة
وكذا كان والده أبو بكر عبَّادًا صوامًا
سبحان الله يسدر الصوم ثمانية وسبعين سنة لا يفطر إلا في العيدين وأيام التشريق
قال: سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة ولِي الآن سبع وثمانون سنة وكذا سرد الصوم أبي وجدي
وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلا وَشِيجُهُ ..... وَيُزرَعُ إلا فِي مَنَابِتِهِ النَّخْلُ
كان رحمه الله يسرد الصوم إلا الأعياد
وَهُو آخر من روى كتاب "المجتبَي" من سنن النِّسَائِي
قرأ عليه السلفي كتاب النسائي
قال السلفي: قال ابنه أبو سعد لي: لوالدي خمسون سنة ما أفطر النهار
كان الشيخ الموفق يقول: ما نقد نعمل مثل العماد
قال الضياء:لم أر أحدًا أحسن صلاةً منه ولا أتمَّ خشوعًا وخضوعًا قيل: كان يسبح عشرًا يتأنَّى فيها،وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا،وكان إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه،ومن دعائه المشهور: "اللهم،اغفر لأقسَانا قلبًا،وأكبرنا ذنبًا،وأثقلنا ظهرًا،وأعظمنا جرمًا
يا دليل الحيارى دلنا على طريق الصادقين،واجعلنا من عباد الصالحين
قال عنه الموفق:ماأعلم أنني رأيت أشدَّ خوفًا منه
قال عنه أنس:إن للخير مفاتيحَ،وإن ثابتًا مُفتاح مِن مفاتيح الخير
قال شعبة:كان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة،ويصوم الدهر
قال بكر بن عبدالله:من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر على ثابت البناني فما أدركت الذي هو أعبد منه،إنه ليظل في اليوم المَعْمَعَاني الطويل مابين طرفيه صائمًا يروح مابين جبهته وقَدَمِهِ
وكان رحمه الله يقول:لايُمسِي عابد أبدًا عابدًا،وإن كان فيه كل خصلة خير،حتى تكون فيه هاتان الخصلتان؛الصوم،والصلاة،فهما من لحمه ودمه
قال المبارك بن فضالة:خلت على ثبات البناني في مرضه،وهو في علوله،وكان لايزال يذكر أصحابه،فلما دخلنا عليه،قال:ياإخوتاه،لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي،ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم،ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي،فأذكر الله عز وجل كما كنت أ ذكره معهم،ثم قال:اللهم،إذ حبستني عن ثلاث،فلاتدعني في الدنيا ساعة،أو قال: إذ حبستني أن أصلي كما أريد،وأصوم كما أريد،وأذكرك كما أريد،فلاتدعني في الدنيا ساعة،فمات من وقته رحمه الله
يَرحَم الله ثابتًا،وأقر عينه في جناته
قال شُعبَة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدَّهرَ
كان رحمه الله يَحتَبِي فيما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن
قال إبراهيم بن سعد:كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين،وثلاث وعشرين،وخمس وعشرين،وسبع وعشرين،وتسع وعشرين،لم يفطر،حتى يَختِم القرآن،وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة،وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة،وكان كثيرًا إذا أفطر يُرسِلني إلى مساكين يأكلون مَعَه
قال الإمام أحمد:مارأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع
وقال عنه وكيع:إمام المسلمين في زمانه
قال له الفضيل بن عياض:ماهذا السمن،وأنت راهب العراق؟ قال:هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه
قال يَحيَى بن أكثم:صحِبْت وكيعًا في الحضَر والسَّفَر،وكان يَصُوم الدَّهر،ويختم القرآن كل ليلة
قال الذَّهَبِي:رضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟
قال ابن عمار:كان وكيع يصوم الدهر،ويفطر يوم الشك والعيد
كان وكيع لاينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن،ثم يقوم في آخر الليل،فيقرأ المفصل،ثم يجلس فيأخُذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر
قال أبو جعفر الجمال:أتينا وكيعًا،فَخَرَج بعد ساعة،وعليه ثياب مَغسُولة،فلما بصرنا به،فزِعْنا من النور الذي يتلألأ من وجهه،فقال رجل بِجَنْبي:أهذا ملك؟ فتَعَجَّبْنا مِن ذلك النور
كان رحمه الله يقول:ياملكَيَّ،ادعوا الله لي؛فإنكما أطوع لله مني،وكان رحمه الله يقول: إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومًا يقول: إنا لله،ذهب درهمي،ولايقول ذهب يومي ماعملت فيه
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/79):هو الإمام المجمع على فضله
عن ابنه إبراهيم قال: قال لي أبي: إن أباك لم يأت بفاحشة قط،وإنه يختم القرآن منذ ثلاثين سنة كل يوم مرة
وأنه قال لابنه:يابني،إياك أن تعصيَ الله في هذه الغرفة،فإني ختَمْت فيها اثنى عشر ألف ختمة
وروينا عنه أنه قال لابنته عند موته،وقد بكت:يابنية،لاتبكي،أتخافين أن يعذبني الله تعالى،وقد ختمت في هذه الغرفة أربع وعشرين ألف ختمة
قال الحافظ ابن حجر في ترجمته:ولد سنة 95 أو 96،ومات سنة 193،وكان قد صام سبعين سنة وقامها،وكان لا يعلم له بالليل نوم"
قال عنه الحافظ ابن رجب:كان من عباد الله الصالحين،أمارًا بالمعروف،نهَّاءً عن المنكر،وله المقامات المشهورة في ذلك
صوم ابن جميع
(المسند الرحال العالم الصالح محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي صاحب "المعجم")
قال ابنه: صام أبي أبو الحسين وله ثمان عشرة سنة إلى أن توفِّي وقد عاش ستًّا وتسعين سنة
وكذا كان والده أبو بكر عبَّادًا صوامًا
سبحان الله يسدر الصوم ثمانية وسبعين سنة لا يفطر إلا في العيدين وأيام التشريق
صوم السكن ابن جميع
(أبو محمد )
قال: سردت الصوم ولي ثمان وعشرون سنة ولِي الآن سبع وثمانون سنة وكذا سرد الصوم أبي وجدي
وَهَلْ يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إلا وَشِيجُهُ ..... وَيُزرَعُ إلا فِي مَنَابِتِهِ النَّخْلُ
صوم الصوري
(الإمام الحافظ البارع الحجة أبو عبدالله محمد بن علي بن رحيم الشامي الصوري تلميذ الحافظ عبدالغني)
كان رحمه الله يسرد الصوم إلا الأعياد
صوم الدوني
(الشيخ العالم الزاهد، أبو محمد عبدالرحمن بن حمد الدوني)
قرأ عليه السلفي كتاب النسائي
قال السلفي: قال ابنه أبو سعد لي: لوالدي خمسون سنة ما أفطر النهار
صوم العماد المقدسي
(العالم،الإمام،الزاهد،القدوة،بركة الوقت،عماد الدين أبو إسحاق إبراهيم المقدسي أخو الحافظ عبدالغني)
كان الشيخ الموفق يقول: ما نقد نعمل مثل العماد
قال الضياء:لم أر أحدًا أحسن صلاةً منه ولا أتمَّ خشوعًا وخضوعًا قيل: كان يسبح عشرًا يتأنَّى فيها،وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا،وكان إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه،ومن دعائه المشهور: "اللهم،اغفر لأقسَانا قلبًا،وأكبرنا ذنبًا،وأثقلنا ظهرًا،وأعظمنا جرمًا
يا دليل الحيارى دلنا على طريق الصادقين،واجعلنا من عباد الصالحين
قال عنه الموفق:ماأعلم أنني رأيت أشدَّ خوفًا منه
صوم ثابت البناني
(المتعبَّد الناحل،والمتهجَّد الذابل أبي محمد)
قال عنه أنس:إن للخير مفاتيحَ،وإن ثابتًا مُفتاح مِن مفاتيح الخير
قال شعبة:كان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة،ويصوم الدهر
قال بكر بن عبدالله:من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر على ثابت البناني فما أدركت الذي هو أعبد منه،إنه ليظل في اليوم المَعْمَعَاني الطويل مابين طرفيه صائمًا يروح مابين جبهته وقَدَمِهِ
وكان رحمه الله يقول:لايُمسِي عابد أبدًا عابدًا،وإن كان فيه كل خصلة خير،حتى تكون فيه هاتان الخصلتان؛الصوم،والصلاة،فهما من لحمه ودمه
قال المبارك بن فضالة:خلت على ثبات البناني في مرضه،وهو في علوله،وكان لايزال يذكر أصحابه،فلما دخلنا عليه،قال:ياإخوتاه،لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي،ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم،ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي،فأذكر الله عز وجل كما كنت أ ذكره معهم،ثم قال:اللهم،إذ حبستني عن ثلاث،فلاتدعني في الدنيا ساعة،أو قال: إذ حبستني أن أصلي كما أريد،وأصوم كما أريد،وأذكرك كما أريد،فلاتدعني في الدنيا ساعة،فمات من وقته رحمه الله
يَرحَم الله ثابتًا،وأقر عينه في جناته
صوم سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري
(فقِيه العصر،صائم الدهر،المتعبد القارئ الكاسي العاري سعد بن إبراهيم الزُّهْرِي)
قال شُعبَة: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدَّهرَ
كان رحمه الله يَحتَبِي فيما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن
قال إبراهيم بن سعد:كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى وعشرين،وثلاث وعشرين،وخمس وعشرين،وسبع وعشرين،وتسع وعشرين،لم يفطر،حتى يَختِم القرآن،وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة،وكان يفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخرة،وكان كثيرًا إذا أفطر يُرسِلني إلى مساكين يأكلون مَعَه
صوم وكيع بن الجراح
(النصاح والمفهم المفصاح،أبو سفيان وكيع بن الجراح،الإمام الحافظ الرؤاسي محدث العراق،كان من بحور العلم وأئمة الحفظ)
قال يحيى بن معين:وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه
قال الإمام أحمد:مارأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع
وقال عنه وكيع:إمام المسلمين في زمانه
قال له الفضيل بن عياض:ماهذا السمن،وأنت راهب العراق؟ قال:هذا من فرحي بالإسلام فأفحمه
قال يَحيَى بن أكثم:صحِبْت وكيعًا في الحضَر والسَّفَر،وكان يَصُوم الدَّهر،ويختم القرآن كل ليلة
قال الذَّهَبِي:رضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟
قال ابن عمار:كان وكيع يصوم الدهر،ويفطر يوم الشك والعيد
كان وكيع لاينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن،ثم يقوم في آخر الليل،فيقرأ المفصل،ثم يجلس فيأخُذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر
قال أبو جعفر الجمال:أتينا وكيعًا،فَخَرَج بعد ساعة،وعليه ثياب مَغسُولة،فلما بصرنا به،فزِعْنا من النور الذي يتلألأ من وجهه،فقال رجل بِجَنْبي:أهذا ملك؟ فتَعَجَّبْنا مِن ذلك النور
صوم أبي بكر بن عياش
(القارئ الهشاش،العابد البشاش،أبو بكر بن عياش،كان في العداد واحدًا،وفي العبادة شاهدًا)
كان رحمه الله يقول:ياملكَيَّ،ادعوا الله لي؛فإنكما أطوع لله مني،وكان رحمه الله يقول: إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومًا يقول: إنا لله،ذهب درهمي،ولايقول ذهب يومي ماعملت فيه
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/79):هو الإمام المجمع على فضله
عن ابنه إبراهيم قال: قال لي أبي: إن أباك لم يأت بفاحشة قط،وإنه يختم القرآن منذ ثلاثين سنة كل يوم مرة
وأنه قال لابنه:يابني،إياك أن تعصيَ الله في هذه الغرفة،فإني ختَمْت فيها اثنى عشر ألف ختمة
وروينا عنه أنه قال لابنته عند موته،وقد بكت:يابنية،لاتبكي،أتخافين أن يعذبني الله تعالى،وقد ختمت في هذه الغرفة أربع وعشرين ألف ختمة
قال الحافظ ابن حجر في ترجمته:ولد سنة 95 أو 96،ومات سنة 193،وكان قد صام سبعين سنة وقامها،وكان لا يعلم له بالليل نوم"
صوم جعفر بن الحسن الدرزيجاني المقرئ
(الزاهد الفقيه الحنبلي)
قال عنه الحافظ ابن رجب:كان من عباد الله الصالحين،أمارًا بالمعروف،نهَّاءً عن المنكر،وله المقامات المشهورة في ذلك
كان مداومًا على الصيام والتهجد والقيام،وله ختمات كثيرة جدًّا،كل ختمة منها في ركعة،توفي في الصلاة ساجدًا سنة 506 رحمه الله تعالى
صوم رحلة العابدة مولاة معاوية
عن سعيد بن عبدالعزيز قال:ما بالشام ولابالعراق أفضل من رَحْلة،ودخل عليها نفر من القراء،فكلموها في الرفق بنفسها فقالت:مالي وللرفق بها؟ فإنما هي أيام مبادرة،فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدًا،والله،ياإخوتاه،لأصلين ماأقلتني جوارحي،ولأبكين له ماحملت الماء عيناني ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر،فيحب أن يقصر فيه،ولقد قامت رحمها الله حتى أقعدت،وصامت حتى أسودت،وبكت حتى عميَت،وكانت تقول:علمي بنفسي فرح فؤادي،كلم قلبي،والله لوددت أن الله لم يخلقني،ولم أك شيئًا مذكورًا
وكانت رحمها الله تخرج إلى الساحل،فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله
صوم ميمونة بنت الأقرع
عابدة زاهدة كتبت عن الإمام أحمد بن حنبل أشياء،وأخبر المروزي،فقال: ذكرت لأحمد بن حنبل ميمونة بنت الأقرع،فقلت له:إنها أرادت أن تبيع غزلها،فقالت للغزال:إذا بعت هذا الغزل فقل إني ربما كنت صائمة،فأرخي يدي فيه،ثم ذهبت،ورجعت فقالت:رد عليَّ الغزل أخاف ألا تبين للغزال هذا
صوم أبي حنيفة
عن الحسَن بن عمارة أنه غسل حين توفي،وقال:غفر الله لك،لم تفطر منذ ثلاثين سنة،ولم تتوسَّد يمينك في الليل منذ أربعين سنة
صوم محمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي وهب
قال الواقدي:كان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة،فلو قيل له:إن القيامة تقوم غدًا ماكان فيه مزيدٌ لاجتهادٍ،وقال أخوه:إنه كان يصوم يومًا،ويفطر يومًا ثم سرده
صوم الملك العادل نور الدين محمود زنكي
(الشهيد بن الشهيد،والقسيم بن القسيم)
قال ابن كثير:صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة الواسعة،كان مجاهدًا في الفرنج،آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر،محبًّا للعلماء والفقراء والصالحين،مبغضًا للظُّلم،صحيح الاعتقاد،مؤثرًا لأفعال الخير،لايجسر أحد أن يظلم أحدًا في زمانه،وكان قد قمع المناكر وأهلها،ورفع العلم والشرع،وكان مدمنًا لقيام الليل،يصوم كثيرًا ويمنع نفسه من الشهوات،وكان يحب التيسير على المسلمين،ويرسل البر إلى العلماء،والفقراء،والمساكين،والأيتام،والأرامل، وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله وبل ثراه بالرحمة والرضوان
قال ابن الجوزي:استرجع نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى من أيدي الكفار نيفًا وخمسين مدينة
وكان قد عزم على فتح بيت المقدس شرَّفه الله فوافته المنية في شوال من هذه السنة (569هـ)،والأعمال بالنيات،فحصل له أجر ما نوى
كان قد أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفصلوا بها أمرًا حتى يعلموا الملا به،فما أمرهم به من شيء امتثلوه،وكان من الصالحين الزاهدين،وكان نور الدين يستقرض منه في كل رمضان ما يفطر عليه،وكان يرسل إليه بفتِيتٍ ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان
يَرحَمُ الله نور الدين لايطعم ولايفطر في رمضان على طعام المملكة بل يفطر على طعام شيخه
وهو الذي قال عنه ابن الأثير:لم يكن بعد عمر بن عبدالعزيز مثل الملك نور الدين،ولاأكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه،وكان مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس،وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانِم،فكان يقتات منها
كتب إليه الشيخ عمر بن الملا هذا:إن المفسدين قد كثروا،ويُحتَاج إلى سياسة،ومثل هذا لايجيء إلا بقَتْل وصَلْب وضَرْب،وإذا أخذ إنسان في البرية من يجيء ويشهد له؟ فكتب إليه الملك نور الدين على ظهر كتابه،إن الله خلق الخلق وشرع لهم شريعة،وهو أعلم بما يصلحهم،ولوعلم أن في الشريعة زيادة في المصلحة لشرعها لنا،فلاحاجة بنا إلى الزيادة على ماشرعه الله تعالى،فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته،وهذا من الجرأة على الله وعلى ماشرعه،والعقول المظلمة لاتهتدي،والله سبحانه يهدينا وإياك إلى صراط مستقيم،فلما وصل الكتاب إلى الشيخ عمر الملا جمع الناس بالموصل وقرأ عليهم الكتاب،وجعل يقول انظروا إلى كتاب الزاهد إلى الملك،وكتاب الملك إلى الزاهد
فَألبَسَ اللهُ هَاتِيكَ الْعِظَامَ وَإنْ ..... بَلِينَ تَحْتَ الثَّرَى عَفْوًا وَغُفْرَانَا
سَقَى ثَرًى أوْدَعُوهُ رَحْمَةً مَلأتْ ..... مَثْوَى قُبُورِهِمُ رُوحًا وَرَيْحَانَا
ويرحم الله من يقول
وَمَدْرَسَةٍ سَتَدْرُسُ كُلَّ شَيْءٍ ..... وَتَبْقَى فِي حِمَى عِلْمٍ وَنُسْكِ
تَضَوَّعَ ذِكْرُهَا شَرْقًا وَغَرْبًا ..... بِنُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي
صوم الشيخ الورع علي العياش
(يصوم يومًا ويفطر يومًا)
الشيخ الصالح الورع المجد على العبادة ليلاً ونهارًا كان من أجل أصحاب سيدي أبي العباس الغمري وسيدي إبراهيم المتبولي،وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا
ونختم بختام المسك من آل هاشم
صوم السيدة المكرمة الصالحة نفيسة ابنة الحسن بن زيد
بن السيد سبط النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهم العلوية الحسنية
كانت رحمها الله وأكرمها بين الصالحات العوابد،زاهدةً،تقيةً نقيةً،تقوم الليل،وتصوم النهار حتى قيل لها:ترفقي بنفسك؛لكثرة مارأوا منها،فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة لايقطعها إلا الفائزون؟ حجت ثلاثين حجة وكانت تحفظ القرآن وتفسيره
قال عنها ابن كثير:كانت عابدة،زاهدة،كثيرة الخير
توفِّيَت رحمها الله تعالى وهي صائمة،فألزموها الفِطْر،فقالت:واعجباه! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة،أأفرِّط الآن،هذا لايكون وخرجت من الدنيا،وقد انتهت قراءتها إلى قوله:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الأنعام: 12
ورحم الله من قال
لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ كَرَمٍ ..... قَوْمٌ بِأوَّلِهِمْ أوْ مَجْدهِم قَعَدُوا
قَوْمٌ أبُوهُمُ عَلِيٌّ حِينَ تَنسِبُهُمْ ..... طَابُوا وَطَابَ مِن الأوْلادِ مَا وَلَدُوا
إنْسٌ إذَا أمِنُوا جِنٌّ إذَا فَزِعُوا ..... مُرَزَّؤونَ بَهَالِيلٌ إذَا حَشَدُوا
مُحَسَّدُونَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نِعَمٍ ..... لا يَنْزَعُ اللهُ مِنْهُم مَا لَهُ حَسَدُوا
قال عمر: حسن،وماأعلم أحدًا أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم؛لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه
ونختم سادات الصائمين بالعجب العجاب
صوم زيد بن بندار بن زيد أبو النخاني
(يصوم هو وابنه وامرأته نحو أربعين سنة)
رحم الله أبا جعفر زيد بن بندار بن زيد أبا النخاني كان من العابدين
قال عنه أبو نعمي الأصبهاني:من الفقهاء صام نحو أربعين سنة هو وابنه وامرأته توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين
أخي هل سمعت بأعجب من هذا رحمهم الله أهل بيت عابدون ماسمعنا بمثل قصتهم هذه أبدًا
نسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا
اللهم آمين
عن سعيد بن عبدالعزيز قال:ما بالشام ولابالعراق أفضل من رَحْلة،ودخل عليها نفر من القراء،فكلموها في الرفق بنفسها فقالت:مالي وللرفق بها؟ فإنما هي أيام مبادرة،فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غدًا،والله،ياإخوتاه،لأصلين ماأقلتني جوارحي،ولأبكين له ماحملت الماء عيناني ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر،فيحب أن يقصر فيه،ولقد قامت رحمها الله حتى أقعدت،وصامت حتى أسودت،وبكت حتى عميَت،وكانت تقول:علمي بنفسي فرح فؤادي،كلم قلبي،والله لوددت أن الله لم يخلقني،ولم أك شيئًا مذكورًا
وكانت رحمها الله تخرج إلى الساحل،فتغسل ثياب المرابطين في سبيل الله
صوم ميمونة بنت الأقرع
عابدة زاهدة كتبت عن الإمام أحمد بن حنبل أشياء،وأخبر المروزي،فقال: ذكرت لأحمد بن حنبل ميمونة بنت الأقرع،فقلت له:إنها أرادت أن تبيع غزلها،فقالت للغزال:إذا بعت هذا الغزل فقل إني ربما كنت صائمة،فأرخي يدي فيه،ثم ذهبت،ورجعت فقالت:رد عليَّ الغزل أخاف ألا تبين للغزال هذا
صوم أبي حنيفة
عن الحسَن بن عمارة أنه غسل حين توفي،وقال:غفر الله لك،لم تفطر منذ ثلاثين سنة،ولم تتوسَّد يمينك في الليل منذ أربعين سنة
صوم محمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي وهب
قال الواقدي:كان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة،فلو قيل له:إن القيامة تقوم غدًا ماكان فيه مزيدٌ لاجتهادٍ،وقال أخوه:إنه كان يصوم يومًا،ويفطر يومًا ثم سرده
صوم الملك العادل نور الدين محمود زنكي
(الشهيد بن الشهيد،والقسيم بن القسيم)
قال ابن كثير:صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة الواسعة،كان مجاهدًا في الفرنج،آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر،محبًّا للعلماء والفقراء والصالحين،مبغضًا للظُّلم،صحيح الاعتقاد،مؤثرًا لأفعال الخير،لايجسر أحد أن يظلم أحدًا في زمانه،وكان قد قمع المناكر وأهلها،ورفع العلم والشرع،وكان مدمنًا لقيام الليل،يصوم كثيرًا ويمنع نفسه من الشهوات،وكان يحب التيسير على المسلمين،ويرسل البر إلى العلماء،والفقراء،والمساكين،والأيتام،والأرامل، وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله وبل ثراه بالرحمة والرضوان
قال ابن الجوزي:استرجع نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى من أيدي الكفار نيفًا وخمسين مدينة
وكان قد عزم على فتح بيت المقدس شرَّفه الله فوافته المنية في شوال من هذه السنة (569هـ)،والأعمال بالنيات،فحصل له أجر ما نوى
كان قد أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفصلوا بها أمرًا حتى يعلموا الملا به،فما أمرهم به من شيء امتثلوه،وكان من الصالحين الزاهدين،وكان نور الدين يستقرض منه في كل رمضان ما يفطر عليه،وكان يرسل إليه بفتِيتٍ ورقاق فيفطر عليه جميع رمضان
يَرحَمُ الله نور الدين لايطعم ولايفطر في رمضان على طعام المملكة بل يفطر على طعام شيخه
وهو الذي قال عنه ابن الأثير:لم يكن بعد عمر بن عبدالعزيز مثل الملك نور الدين،ولاأكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه،وكان مقتصدًا في الإنفاق على نفسه وعياله في المطعم والملبس،وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانِم،فكان يقتات منها
كتب إليه الشيخ عمر بن الملا هذا:إن المفسدين قد كثروا،ويُحتَاج إلى سياسة،ومثل هذا لايجيء إلا بقَتْل وصَلْب وضَرْب،وإذا أخذ إنسان في البرية من يجيء ويشهد له؟ فكتب إليه الملك نور الدين على ظهر كتابه،إن الله خلق الخلق وشرع لهم شريعة،وهو أعلم بما يصلحهم،ولوعلم أن في الشريعة زيادة في المصلحة لشرعها لنا،فلاحاجة بنا إلى الزيادة على ماشرعه الله تعالى،فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته،وهذا من الجرأة على الله وعلى ماشرعه،والعقول المظلمة لاتهتدي،والله سبحانه يهدينا وإياك إلى صراط مستقيم،فلما وصل الكتاب إلى الشيخ عمر الملا جمع الناس بالموصل وقرأ عليهم الكتاب،وجعل يقول انظروا إلى كتاب الزاهد إلى الملك،وكتاب الملك إلى الزاهد
فَألبَسَ اللهُ هَاتِيكَ الْعِظَامَ وَإنْ ..... بَلِينَ تَحْتَ الثَّرَى عَفْوًا وَغُفْرَانَا
سَقَى ثَرًى أوْدَعُوهُ رَحْمَةً مَلأتْ ..... مَثْوَى قُبُورِهِمُ رُوحًا وَرَيْحَانَا
ويرحم الله من يقول
وَمَدْرَسَةٍ سَتَدْرُسُ كُلَّ شَيْءٍ ..... وَتَبْقَى فِي حِمَى عِلْمٍ وَنُسْكِ
تَضَوَّعَ ذِكْرُهَا شَرْقًا وَغَرْبًا ..... بِنُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي
صوم الشيخ الورع علي العياش
(يصوم يومًا ويفطر يومًا)
الشيخ الصالح الورع المجد على العبادة ليلاً ونهارًا كان من أجل أصحاب سيدي أبي العباس الغمري وسيدي إبراهيم المتبولي،وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا
ونختم بختام المسك من آل هاشم
صوم السيدة المكرمة الصالحة نفيسة ابنة الحسن بن زيد
بن السيد سبط النبِيِّ صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهم العلوية الحسنية
كانت رحمها الله وأكرمها بين الصالحات العوابد،زاهدةً،تقيةً نقيةً،تقوم الليل،وتصوم النهار حتى قيل لها:ترفقي بنفسك؛لكثرة مارأوا منها،فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبة لايقطعها إلا الفائزون؟ حجت ثلاثين حجة وكانت تحفظ القرآن وتفسيره
قال عنها ابن كثير:كانت عابدة،زاهدة،كثيرة الخير
توفِّيَت رحمها الله تعالى وهي صائمة،فألزموها الفِطْر،فقالت:واعجباه! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة،أأفرِّط الآن،هذا لايكون وخرجت من الدنيا،وقد انتهت قراءتها إلى قوله:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الأنعام: 12
ورحم الله من قال
لَوْ كَانَ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِنْ كَرَمٍ ..... قَوْمٌ بِأوَّلِهِمْ أوْ مَجْدهِم قَعَدُوا
قَوْمٌ أبُوهُمُ عَلِيٌّ حِينَ تَنسِبُهُمْ ..... طَابُوا وَطَابَ مِن الأوْلادِ مَا وَلَدُوا
إنْسٌ إذَا أمِنُوا جِنٌّ إذَا فَزِعُوا ..... مُرَزَّؤونَ بَهَالِيلٌ إذَا حَشَدُوا
مُحَسَّدُونَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نِعَمٍ ..... لا يَنْزَعُ اللهُ مِنْهُم مَا لَهُ حَسَدُوا
قال عمر: حسن،وماأعلم أحدًا أولى بهذا الشعر من هذا الحي من بني هاشم؛لفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتهم منه
ونختم سادات الصائمين بالعجب العجاب
صوم زيد بن بندار بن زيد أبو النخاني
(يصوم هو وابنه وامرأته نحو أربعين سنة)
رحم الله أبا جعفر زيد بن بندار بن زيد أبا النخاني كان من العابدين
قال عنه أبو نعمي الأصبهاني:من الفقهاء صام نحو أربعين سنة هو وابنه وامرأته توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين
أخي هل سمعت بأعجب من هذا رحمهم الله أهل بيت عابدون ماسمعنا بمثل قصتهم هذه أبدًا
نسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا
اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق